معسكر زايست هولندا، طرابلس - رويترز، أ ف ب - أكدت السلطات الاسكتلندية اكتمال استعداداتها لتسلم الليبيين المتهمين في قضية تفجير طائرة أميركية فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية لمحاكمتهما وفق القضاء الاسكتلندي في هولندا، فيما تهيأت ليبيا لطي صفحة الأزمة وتعليق العقوبات الدولية المفروضة عليها بعد انتقال مواطنيها إلى هولندا. وينتظر أكثر من مئة شرطي اسكتلندي وصول المتهمين عبدالباسط المقرحي والأمين الخليفة فحيمة بتفجير الطائرة، إلى معسكر زايست. وقال ناطق اسكتلندي للصحافيين خارج المعسكر، وهو قاعدة عسكرية أميركية سابقة ستجري فيها المحاكمة: "الموقع الآن جاهز لاستقبال المشتبه فيهما. ونحن مستعدون لتسلمهما في أي وقت. أنا واثق بدرجة معقولة من أن هذا سيحدث بحلول السادس من نيسان ابريل". وتعهدت ليبيا بتسليم المشتبه فيهما بعد أشهر من المفاوضات العصيبة غير المباشرة مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا من خلال الأممالمتحدة. وتم تشديد الأمن بوضوح خلال اليومين الماضيين في المعسكر الذي يقع خارج بلدة شويستربرغ الصغيرة في وسط هولندا، ومنع أفراد الحرس الصحافيين من دخول الموقع الذي تم تعديله لاستقبال المتهمين. وقال الناطق الاسكتلندي إن وحدة اعتقال موقتة باتت جاهزة لاستقبال المشتبه فيهما في المعسكر، حيث انشئت زنزانات مقاومة للقنابل في الوحدة الطبية السابقة. ولدى وصول المتهمين إلى هولندا، سيتم تسليمهما إلى الشرطة الهولندية لاحتجازهما وتقديمهما لمحاكمتهما أمام محكمة اسكتلندية تنعقد في المعسكر. وقال الناطق الاسكتلندي إن عملية التسليم يمكن أن تنتهي في دقائق أو تستغرق أشهراً. وبمجرد ان يصل الليبيان إلى هولندا، يكتب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان رسالة إلى مجلس الأمن يتم بموجبها بطريقة تلقائية تعليق العقوبات التي فرضت على ليبيا في 1992 وتم تشديدها في 1993. وتشمل هذه العقوبات حظراَ على الرحلات الجوية وعلى مبيعات الأسلحة لليبيا وعلى أنواع معينة من المعدات التي لها علاقة بالنفط، وتجميد أرصدة مالية ليبية في الخارج، باستثناء عائدات النفط. ومن شأن تعليق العقوبات ثم رفعها نهائياً، كما تأمل ليبيا، ان يضعا حداً للعزلة النسبية التي فرضت على طرابلس. وتسببت العقوبات في خسائر أساسية للاقتصاد الليبي تقدرها السلطات بعشرات البلايين من الدولارات، وحالت دون تسيير رحلات جوية مع ليبيا وحصرت التمثيل الديبلوماسي في الخارج في حده الأدنى. وقال مصدر قريب من محامي المشتبه فيهما الليبيين إن المقرحي وفحيمة "سيكونان في الموعد المحدد في هولندا"، مشيراً إلى أن الموعد "خلال الفترة بين الثالث والسادس من نيسان الجاري". وقال إن "الجهات المختصة في ليبيا سلمت جوازي سفر الليبيين المشتبه فيهما في القضية بعد أن تقدما إلى النائب العام بطلب للمثول طواعية وباختيارهما أمام محكمة اسكتلندية في هولندا". وأضاف ان "الجهات الليبية المختصة قامت بالفعل بتسليمهما جوازي سفرهما وقدمت التسهيلات اللازمة لهما بناء على رغبتهما". وأشار إلى أن "المقرحي وفحيمة طلبا ذلك لثقتهما وثقة أهلهما الكاملة في براءتهما من التهم المنسوبة إليهما". وكان رئيس جنوب افريقيا نلسون مانديلا أعلن في 19 آذار مارس الماضي في طرابلس ان الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي وافق على انتقال الليبيين، وهما عنصران سابقان في أجهزة الاستخبارات الليبية، إلى لاهاي "بحلول السادس من نيسان". لكن تعليق العقوبات يخضع لشرط ثانٍ يتمثل في أن تكون "السلطات القضائية الفرنسية راضية عن تعاون الحكومة الليبية في ما يخص الاعتداء على طائرة تابعة لشركة "يوتا". وحاكم القضاء الفرنسي بدوره غيابياً ستة ليبيين بينهم السيد عبدالله السنوسي، صهر الزعيم الليبي، في آذار مارس الماضي وحكم عليهم غيابياً بالسجن المؤبد في قضية الاعتداء الذي استهدف طائرة "دي سي 10" تابعة للشركة الفرنسية فوق النيجر في 1989، مما أدى إلى قتل 170 شخصاً.