أنهت الحكومة الهولندية كل التحضيرات لاستقبال المتهمين الليبيين في قضية تفجير طائرة "بان اميركان" فوق لوكربي عام 1988. وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الهولندية ل"الحياة" ان حكومته "ستفعل كل ما في وسعها للتعاون مع ليبيا وبقية الدول المعنية، وكما تنص التزاماتها" في الاتفاق الخاص بترتيبات المحاكمة. وأكد فرانك دي براون التقارير التي تحدثت عن فتح مكتب تمثيل دائم لليبيا في لاهاي، وتم ذلك بناء على اقتراح تقدمت به طرابلس عبر سفيرها السيد حامد الحضيري، المقيم في بروكسيل. وعلمت "الحياة" من مصادر ليبية مطلعة ان أربعة ديبلوماسيين سينتقلون قريباً جداً الى لاهاي، فيما توقعت مصادر سياسية ان ينتقل السفير الليبي الى العاصمة الهولندية قبل السادس من أبريل نيسان الجاري. وفي نيويورك، قالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان وكيل الأمين العام للامم المتحدة للشؤون القانونية هانس كوريل هو الذي سيتسلم المتهمين، وان كوريل لم يغادر نيويورك بعد. لكن المصادر أكدت ان اجراءات التسليم ستبقى في اطار موعد السادس من نيسان ابريل إلا أنها اشارت الى ان تاريخ التسليم لم يعد "قضية مهمة" طالما ان طرابلس أكدت التزامها تسليم المتهمين، وهو ما لم تفعله سابقاً. وأوضحت المصادر "ان الأمور تجري على ما يرام، وحسب ما هو متوقع، ولا شيء سيؤثر في قرار التسليم". وقالت انه لن يعلن عن الموعد الدقيق "لأسباب كثيرة أهمها السبب الأمني"، مشيرة الى انه بعد وصول المتهمين الى لاهاي سيتولى كوريل إعلان ذلك، ومن ثم يصدر مجلس الأمن قراراً ب"تعليق" العقوبات المفروضة على ليبيا. وفي اطار الاستعدادات تجري هولندا تغييراً استثنائياً على قوانين سيادتها القضائية، تلبية لمتطلبات المحاكمة المرتقبة. وقالت مصادر قضائية هولندية ان الاتفاق المبرم بين لاهاي وأطراف لوكربي يقضي بوضع قاعة المحكمة تحت وصاية القانون الاسكتلندي، فيما يخضع المواطنان الليبيان عبدالباسط المقرحي والأمين خليفة فحيمة للقضاء الهولندي خارجها. ووفقاً لهذا السيناريو ستصدر مذكرتا قبض على المتهمين فور وصولهما الى الأرض الهولندية تنفيذاً للمذكرة الدولية. وينتظر ان تبدأ الاعمال الفعلية للمحاكمة، التي ستجرى في قاعدة سوسيتربيرخ الجوية، وهي كانت تابعة لحلف شمال الاطلسي وستغلق في ايلول سبتمبر المقبل في اطار خفض التسلح. من جهة أخرى علمت "الحياة" ان طرابلس ركزت ملف الدفاع عن المتهمين في يد فريق ليبي، وجمدت عملياً عمل فريق المحامين الأوروبيين الذي أدار المرافعات أمام محكمة العدل الدولية طوال السنوات الماضية، لكنها لم تتخل كلياً عن هذا الفريق. كما احتفظت طرابلس بفريق هولندي للدفاع عن المتهمين يمكن ان ينشط متى طلب منه، ويقوده فلاديمير فلاديميروف وهو من أصل بلقاني وله خبرة في المحاكمات التي جرت ضد جرائم الحرب في البوسنة، وتولى الدفاع بنجاح عن دوكان تاديتش المتهم الصربي بجرائم ضد الانسانية في وسط البوسنة.