أحالت لجنة قضائية اسكتلندية الليبيين المشتبه فيهما في تفجير "لوكربي" عبدالباسط المقرحي والأمين خليفة فحيمة امس على المحاكمة بعد استنطاق قصير، فيما برزت مؤشرات الى خلاف هولندي - بريطاني على وتيرة المحاكمة، اذ أشارت مصادر ديبلوماسية في لاهاي الى ان الجانب البريطاني "يتحرك ببطء". وامتنع محامو المشتبه فيهما عن الطعن في الاجراءات القضائية التي قضت بمثول الليبيين امام المحكمة الاسكتلندية أو طلب استئناف القرار. لكن مصادر قضائية اسكتلندية اوضحت ان المقرحي وفحيمة أكدا خلال الجلسة المغلقة التي عقدت في معسكر زايست وسط هولندا انهما بريئان من التهم التي وجهت اليهما، وشملت القتل العمد والتآمر على سلامة الطيران المدني في اسقاط الطائرة الاميركية فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية عام 1988. وتحدثت مصادر ديبلوماسية الى "الحياة" عن "بروز خلافات بين الاسكتلنديين والحكومة الهولندية الاسبوع الماضي نتيجة التشدد الذي ابدته لاهاي لجهة اكمال اجراءات تسليم الليبيين الى القضاء الاسكتلندي في اسرع وقت، فيما حاول الاسكتلنديون تأجيل الاجراءات وإطالتها الى اقصى حد بسبب رغبة في كسب وقت اضافي، مما يدل على نقص في الاستعدادات الاسكتلندية، في أفضل الاحوال". وسمحت عملية تسليم المتهمين التي نفذتها ليبيا بعد توسط السعودية وجنوب افريقيا بخلق مناخ جديد للتعاون واعادة العلاقات التجارية والسياسية بين الدول الأوروبية وليبيا. وفتحت هذه التطورات الباب لانضمام ليبيا الى الشراكة الأوروبية - المتوسطية من خلال حضورها الاجتماع الوزاري الذي يعقد في شتوتغارت اليوم بصفة "مدعو خاص". وتهتم المؤسسات الاقتصادية الغربية الآن بمفاوضات تتعلق بمشاريع عملاقة في ليبيا، منها تجديد المنشآت النفطية والبحث في عقود تبلغ قيمتها بلايين الدولارات لتجديد البنى التحتية الليبية.