تقدم حل أزمة لوكربي أمس خطوة حاسمة الى أمام بإعلان الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي تلقي ضمانات أدت، كما أعلن رئيس جنوب افريقيا نيلسون مانديلا، الى ان طرابلس ستسلم الليبيين المشتبه في تورطهما بانفجار طائرة اميركية فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية في 1989 الأمين خليفة فحيمة وعبدالباسط علي المقرحي بحلول السادس من نيسان ابريل المقبل. وكان مانديلا وصل أول من أمس الى ليبيا حيث اجرى محادثات مع القذافي. واجرى امس ولي العهد السعودي النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني اتصالاً مع كل من مانديلا والقذافي، علماً ان الموفد السعودي الأمير بندر بن سلطان موجود في ليبيا حيث شارك في المحادثات التي اجراها مانديلا. وأفادت "وكالة الانباء السعودية" ان الأمير عبدالله تبادل مع كل من مانديلا والقذافي "وجهات النظر في ما يدفع بحل عادل لجميع الأطراف، حل نهائي مرضٍ لا أجحاف معه لأي طرف". وتمنى الأمير عبدالله "ان تكون هذه الخطوة فاعلة نحو مستقبل مشرق لدولة عربية مسلمة دورها لا يقبل التهميش في عصر تتداعى فيه الاهداف والمتغيرات على الأمة العربية والاسلامية التي تحتاج الى كل دور وموقف"، مؤكداً "حضور المملكة ووقوفها مع كل ما من شأنه رفع المعاناة والضرر عن ليبيا وشعبها الشقيق". وأعلن مانديلا الذي كان يتحدث أمام مؤتمر الشعب العام الليبي والى جانبه القذافي والأمير بندر، ان الليبيين المشتبه في ضلوعهما في اعتداء لوكربي سيسلمان "بحلول السادس من نيسان ابريل 1999" الى الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان ليمثلا امام القضاء الاسكتلندي في هولندا. ونقل عن وثيقة ليبية بهذا الخصوص ان طرابلس "تضمن ان المشتبه فيهما سيسلمان الى الأمين العام للامم المتحدة ليمثلا امام القضاء بحلول السادس من نيسان ابريل 1999". واكد القذافي من جهته انه تلقى "كل الضمانات في شأن محاكمة المشتبه فيهما في هولندا". وقال: "هذا يكفيني، ان مانديلا وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد والأمير عبدالله اعطوني ضمانات ... هذا يكفيني". قرار من الأممالمتحدة وأعلن القذافي أنه يوافق على قرار صادر عن الأممالمتحدة يقضي بتعليق العقوبات المفروضة على طرابلس ما أن يصل المشتبه فيهما إلى هولندا، وهي العقبة الأخيرة التي كانت لا تزال تحول دون تسليمهما. وأوضح ان بعد فترة "لا تتعدى 90 يوماً بعد تسليم المشتبه فيهما سيرفع الأمين العام للأمم المتحدة تقريراً ايجابياً إلى مجلس الأمن بأن المشكلة انتهت ... ولا مبرر لاستمرار العقوبات، والمجلس يقرر رفع العقوبات نهائياً". وكانت طرابلس تطالب حتى الآن برفع العقوبات وليس تعليقها لدى تسليم الليبيين اللذين سيحاكمان أمام محكمة اسكتلندية في هولندا. وفي نيويورك، اعتبرت الأوساط الدولية ان أزمة لوكربي حققت نقلة نوعية في اتجاه الحل أمس. وتلقت الأممالمتحدة الأنباء بترحيب وحذر في انتظار نص الرسالة، وقال الأمين العام: "سانتظر الرسالة" قبل التعليق، فيما قال السفير البريطاني جيرومي غرينستاك ان تحديد موعد مثول المشتبه فيهما، إذا تأكد، يعتبر "الجزء الأكثر تفاؤلاً" من الرسالة، وسيكون "بناء جداً". وشدد نائب المندوب الأميركي السفير بيتر بيرلي على أهمية "تسليم" المشتبه فيهما "فعلاً". وقال إن ذلك "أهم من تحرير تاريخ" التسليم. وأشار إلى ضرورة ألا يكون الاتفاق مشروطاً. وزاد انه لن يعلق على فحوى الرسالة قبل الاطلاع على نصها "لنرى إن كانت هناك شروط". وصرح الناطق باسم الأمين العام، فرد اكهارت، ان الأمين العام "يرحب بما صدر في طرابلس على لسان الرئيس مانديلا بأن اتفاقاً تم التوصل إليه ينص على استسلام المشتبه فيهما في عملية لوكربي في المستقبل القريب". وزاد ان أنان "يتطلع إلى تسلم هذه الرسالة".