قال رئيس "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" في العراق السيد محمد باقر الحكيم ان ايران تشكك في جدية الخطة الاميركية لتغيير النظام العراقي. واعتبر في حديث الى "الحياة" ان "قانون تحرير العراق" الذي وقعه الرئيس بيل كلينتون "أغفل نقطتين هما مفتاحا التغيير، ومن دونهما تصبح الخطط والمساعدة من دون جدوى". وزاد: "احداهما ان التغيير لا بد ان يتم على يد مجموع القوى الداخلية المؤثرة، وهي الجيش والمقاومة والقوى الشعبية، والمساعدة لا بد ان تكون لهذه القوى". وأشار الى ان النقطة الثانية هي "حماية العراقيين من القمع". واستبعد وجوداً عسكرياً أميركياً في شمال العراق، في اطار أي خطة للتغيير. وسئل هل يرى فرصاً لنجاح الجهود الاميركية في توحيد المعارضة واحياء "المؤتمر الوطني العراقي" فاعتبر ان أي جهد في هذا المجال "جيد اذا كان يصب في عملية التغيير"، ونفى وجود خلافات مع حزب الدعوة الاسلامية على خلفية اغتيال المرجع الشيعي البارز آية الله محمد الصدر. فرانك ريتشياردوني ومارتن إنديك متفائلان بتغيير النظام العراقي قبل نهاية هذه السنة. هل ترى أن هذا التفاؤل واقعي، وهل يعكس في رأيك وجود خطة أميركية جدّية للتغيير؟ - ان عوامل التغيير في العراق موجودة، فالنظام يعيش عزلة داخلية واقليمية ودولية، وفشل في كل المحاولات التي بذلها للخروج من هذه العزلة، بل ازدادت أوضاعه سوءاً. كما ان وحدة الشعب العراقي في الايمان بالتغيير تتكامل يوماً بعد يوم، لا سيما في أوساط الجيش والقوى الشعبية المؤثرة. وأصبح النظام يشكل تهديداً، أو عبئاً ثقيلاً على الأقل، على دول المنطقة، وأصبحت الأوضاع الداخلية غير محتملة في غياب نافذة للنور. ولا يمنع تحقيق العاجل إلا سياسة القمع اللامحدود التي يتبعها النظام وتجعل كثيراً من القوى يتردد في الإقدام على عمل مؤثر خوفاً من عمليات إبادة واسعة. "قانون تحرير العراق" موقفكم من "قانون تحرير العراق" هل ما زال هو هو، أي رفض خطة تطبق من خارج. ورفض مساعدة عسكرية أميركية لتحقيق التغيير؟ - نحن نعتقد أن هذا القانون اغفل نقطتين هما مفتاحا التغيير، ومن دونهما تصبح الخطط والمساعدة من دون جدوى. إحداهما ان التغيير كمبدأ وواقع لا بد ان يتم على يد مجموع القوى الداخلية المؤثرة، وهي الجيش والمقاومة والقوى الشعبية، والمساعدة لا بد ان تكون لهذه القوى. والنقطة الثانية حماية العراقيين والمدنيين خصوصاً من عمليات القمع اللامحدود التي يمارسها النظام أو يهدد بها. وهل يعكس موقفكم وآراؤكم السياسة الإيرانية؟ وإذا كان الجواب لا، فما هو في رأيكم الموقف الإيراني الحقيقي من الخطة الأميركية؟ - ليس لديّ علم بالموقف الإيراني الحقيقي من الخطة إن وجدت، ولكن لديّ شعور، يعتمد على مجموعة من القرائن، بوجود شك لدى الاخوة الإيرانيين في الجدية وطبيعة الخطة الأميركية. رأيي في الموقف الأميركي ذكرته، وما لم يقترب الموقف من حل النقطتين لا جدوى في هذه الخطط، بصرف النظر عمّا يُثار من شكوك حول النيات والإرادة. توحيد المعارضة في اجتماعات وندسور، اختيرت "قيادة" موقتة للمجلس التنفيذي للمؤتمر الوطني العراقي تمهيداً لانتخاب قيادة في الصيف، واختير ممثلكم في لندن السيد حامد البياتي في القيادة الموقتة رغم غيابه وتحفظ "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" عن الجهود الأميركية. هل ترى فرصاً لنجاح هذه الجهود في توحيد المعارضة العراقية وإحياء "المؤتمر"؟ - لا شك ان كل جهد يبذل لتوحيد الموقف السياسي والعملي للقوى السياسية المعارضة للنظام هو شيء جيّد إذا كان يصب في مصلحة الشعب العراقي وفي عملية التغيير، ولكن من خلال التجربة السابقة يمكننا القول إن هذا النجاح مرهون بالتوجه لمعالجة المشكلة الحقيقية، وهي العمل الميداني داخلياً وحماية الشعب العراقي عموماً من قمع النظام. ماذا عن محادثاتكم مع الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني السيد جلال طالباني في طهران، وهل هناك تحرك جديد مشترك ازاء تفعيل نشاطات "المؤتمر"؟ - المحادثات مع الأخ طالباني مستمرة منذ مدة طويلة، وهناك تنسيق جيّد في المواقف والنشاط والأفكار، وأما هذه الجولة فما زالت في بدايتها. بغداد تتخوف من سعي أميركي إلى وجود عسكري في شمال العراق تحت ستار دعم المعارضة. هل لديكم معلومات في هذا الشأن؟ - النظام العراقي يثير المخاوف والشكوك بطريقته الخاصة لايجاد القلق في الأوساط العربية والإسلامية، مستغلاً بذلك الشعور العام في المنطقة بعدم الرضا من السياسات الأميركية، لا سيما تجاه فلسطين، ولكن لا أعتقد بصحة الوجود العسكري الأميركي في كردستان العراق، كما لا توجد مؤشرات إلى وجود هذا التوجه. في أي حال تصبح المعارضة في رأيكم قادرة على التغيير؟ - عندما تحل عقدة مواجهة القمع اللامحدود. اغتيال الصدر إذا عدنا إلى قضية اغتيال السيد محمد الصدر في النجف، وما تردد عن خلافات بينكم وبين حزب الدعوة الإسلامية قيل إنها تجسدت بتهجم بعضهم عليكم خلال تأبين الصدر في قم، هل سويت الخلافات بينكم وبين الحزب؟ وإذا لم تكن هناك خلافات، هل تنفي وجودها بين فصائل المعارضة الشيعية؟ - لا توجد خلافات بهذا الشأن مع حزب الدعوة الإسلامية، وما حدث كانت وراءه خطة رسمها النظام منذ مدة ونفذها تدريجاً ووقع في حبائلها بعض العناصر ولأسباب متعددة ومختلفة. وفشلت خطة النظام بصورة عامة. انتخابات الشورى المركزية في "المجلس الأعلى"، هل أسفرت عن تحول في منهج المجلس؟ - لم يحدث تحول في منهج المجلس، وإنما نقلته الانتخابات من حالته غير العادية إلى الحالة العادية، وثبتت أقدام المجلس في الساحة السياسية بصورة أفضل.