تتوقع بلغراد ان يصل اليها الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان في وقت قريب، حاملاً مشروعاً متكاملاً لعرضه على مجلس الأمن بشكل حلول وسطية بين مختلف المواقف الدولية. وعلى رغم ما اظهره الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش من اصرار على ان يكون الوجود الدولي مقتصراً على مراقبين مدنيين غير عسكريين فانه يتردد في الأوساط الاعلامية الصربية ان يوغوسلافيا "تقبل بقوة عسكرية شبيهة بدور الأممالمتحدة في كرواتيا والبوسنة سابقاً شرط ألا تكون بقيادة اميركا او تحت هيمنتها". وأكدت مصادر مطلعة ل"الحياة" وجود اتصالات دائمة بين ميلوشيفيتش وجهات دولية في مقدمها كوفي انان وحاضرة الفاتيكان وروسيا وألمانيا وفرنسا "وان ما تتناوله يختلف جوهرياً عن التصريحات العلنية". وأشارت هذه المصادر الى ان بلغراد لن تمانع في لقاء الأمين العام للأمم المتحدة مع الزعيم الألباني ابراهيم روغوفا "اذا اراد انان ذلك". ومن جهة اخرى، شهدت انحاء يوغوسلافيا حملة قمع واسعة قامت بها اجهزة الأمن ضد "الخونة والانتهازيين وضعاف النفوس الذين استغلوا ظروف الحرب للاضرار بالدولة والمواطنين". وتم اعتقال العشرات من الألبان المقيمين خارج كوسوفو ومنهم التاجر نايل راجوفي الذي اتهم باخفاء كمية من المواد الغذائية، اضافة الى آخرين بينهم مسلمون في منطقة السنجاق اضافة الى صرب من بلغراد ونوفيساد ونيش ومدن اخرى". واتسعت ظاهرة السوق السوداء خصوصاً في البنزين والسجائر التي صارت تباع بثلاثة اضعاف سعرها الاعتيادي. ويبدو ان الاجراءات المشددة التي اتخذتها السلطات اليوغوسلافية افلحت حتى الآن في منع انخفاض العملة المحلية. ومن جهة اخرى، تعرضت بلغراد صباح امس الباكر الى ستة صواريخ استهدفت ثكنة راكوفيتسا العسكرية جنوبالمدينة ومرسلات تلفزيونية قريبة منها. الا ان البث التلفزيوني المحلي وعبر الاقمار الصناعية لم يتأثر، كذلك الاتصالات الهاتفية الصادرة من منطقة بلغراد.