أكد "المؤتمر الوطني" الحاكم في السودان رفضه التام الدخول في مفاوضات مع "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض لأنه "تنظيم يتخذ العنف والقوة اسلوباً"، لكنه اوضح أنه لا يرفض مواصلة الحوار مع الأحزاب السودانية في الداخل والخارج. وأوضح "المؤتمر الوطني" في بيان أصدره في الخرطوم ان التجمع "تنظيم يتخذ العنف والقوة اسلوباً لاقتلاع الحكم"، وأشار إلى أن "الميثاق الذي وقعته الأحزاب المنضوية تحت لواء التجمع يقر العمل العسكري في الوقت الذي سعى فيه المؤتمر إلى تعزيز مناخ الحرية والشورى والحوار". وأقر البيان ب"حق الآخرين في السعي إلى المنافسة على تولي السلطة شرط نبذ العنف ووضع السلاح والابتعاد عن الهدم الدستوري وتجاوز القوانين الصادرة"، رافضاً أي فكرة تدعو إلى مؤتمر دستوري كبديل للدستور القائم. لكن المكتب السياسي أفاد أنه يتلقى بارتياح اجراء "حوار وطني وجدي مع أي حزب سوداني ولن يغلق الباب أمام المساعي الحميدة الأجنبية"، في إشارة إلى جهود الوساطة التي تقوم بها مصر وليبيا للتقريب بين الحكومة والمعارضة. في القاهرة، حض وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل القاهرة أمس على التحرك لدعم استقرار بلاده ومواجهة "مؤامرات خارجية تهدد وحدة السودان وأمنه". وقال إن "مصر كانت ولا تزال تلعب دوراً مهماً في الوفاق الوطني السوداني والحكومة السودانية ترحب بذلك". وكان اسماعيل توقف في القاهرة مساء اول من امس في طريق عودته من باريس، وانتقل بعد ذلك إلى طرابلس على طائرة خاصة ليبية للانضمام الى الرئيس عمر البشير. ولوحظ أن المسؤولين الليبيين وفروا طائرة لوزير الخارجية السوداني، لكنهم لم يتخذوا الخطوة ذاتها مع رئيس وزراء السودان السابق زعيم حزب الامة الصادق المهدي الذي أرجأ رحلته بسبب قرار شركة مصر للطيران تعديل موعد تدشين الخط الجوي مع ليبيا الى بعد غد الاحد بدلاً من أمس الخميس. وأعرب اسماعيل في تصريحات لدى مغادرته القاهرة أمس عن أمله أن تنجح الجهود المصرية - الليبية في إحداث وفاق حقيقي في السودان. وقال إن استقرار مصر والسودان يُعد قوة للأمن العربي والاستقرار والتنمية في افريقيا. واستخدم عبارة "ان مصر والسودان وجهان لعملة واحدة وكليهما يمثل عمقاً استراتيجياً للآخر".