وسعت ليبيا ومصر اتصالاتهما مع الأطراف السودانية في شأن تحقيق حل سلمي للصراع على السلطة في السودان ودعت طرابلس رئيس التجمع الوطني الديموقراطي السوداني المعارض رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي السيد محمد عثمان الميرغني إلى زيارتها للقاء الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، في حين أجرى وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى اتصالاً هاتفياً مع الميرغني. وبدا ان التحرك الجديد في اتجاه الميرغني بعد لقاءات لرئيس الوزراء السابق زعيم حزب الأمة المعارض السيد الصادق المهدي سيمهد لتحديد مصر وليبيا موقفهما من فرص تحقيق مصالحة سودانية. وقال مصدر قريب من الميرغني ل "الحياة" أمس إن رئيس المعارضة السودانية في الخارج تلقى رسالة الدعوة للقاء القذافي في طرابلس خلال اجتماعه مع مسؤول ليبي في جدة أول من أمس. وأوضح المصدر ان الزيارة التي لم يحدد موعدها ستركز على درس كيفية معالجة المشكلة السودانية. واستقبل القذافي أول من أمس الأمين العام ل "المؤتمر الوطني" التنظيم السياسي الحاكم الدكتور غازي صلاح الدين الذي يزور الجماهيرية حالياً وبحث معه في العلاقات بين البلدين. وكان المهدي قال ل "الحياة" عقب عودته من زيارة لليبيا إن القذافي ناقش معه سبل إعادة الاستقرار إلى السودان. وعلم ان القذافي يدرس طرح مبادرة لحل المشكلة السودانية وأنه سيدعو قادة المعارضة السودانية إلى مناقشة الحلول للصراع. وأكد المهدي أنه نقل دعوة من الزعيم الليبي قائد قوات المعارضة السودانية زعيم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" العقيد جون قرنق لزيارة ليبيا، وأن الأخير قبل الدعوة. وقال المصدر إن الميرغني تلقى أيضاً اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية المصري، وان الميرغني أجرى اتصالاً آخر مع الأمين العام للحزب الوطني الحاكم في مصر الدكتور يوسف والي، وامتنع المصدر عن تأكيد ما إذا كان الميرغني سيتوجه إلى مصر قريباً، لكن معلومات حصلت عليها "الحياة" أكدت أن رئيس التجمع سينتقل قريباً إلى القاهرة ثم يتوجه منها إلى طرابلس. وكان موسى عقد أخيراً اجتماعاً مع المهدي ركز على "التطورات السودانية والأوضاع المتعلقة بالسودان في إطار الدور الكبير لمصر". وطرحت مبادرات عدة لمعالجة المشكلة السودانية خلال الفترة الماضية وأبدى المهدي ترحيباً بايجاد حل سلمي للمشكلة السودانية، لكنه جبه بانتقادات عنيفة. واتخذ الميرغني موقفاً متشدداً من هذه المبادرات، وأكد موقفه الداعي إلى "اقتلاع النظام من جذوره". وأبدت مصر، التي تحسنت علاقاتها أخيراً مع السودان، رغبة في احتواء الخلافات السودانية، مشددة على موقفها الداعي إلى ضمان وحدة السودان في وجه مخاطر تراها محدقة.