رفضت القاهرة الانتقادات التي وجهت اليها بسبب دعمها الاجراءات التي اتخذها الرئيس السوداني عمر البشير بهدف إقصاء الامين العام لحزب "المؤتمر الوطني" الدكتور حسن الترابي. وقال وزير الخارجية المصري عمرو موسى "نحن لا نتدخل في الشأن الداخلي في السودان ونهدف الى حماية امن السودان واستقراره". ووصف موسى قرار البشير حل البرلمان السوداني واعلان حالة الطوارئ بانه "إنقاذ للسودان من الغرق"، مؤكدا دعم القاهرة الكامل للرئيس السوداني في كل خطاه الاصلاحية في الداخل. وكان الرئيس حسني مبارك والزعيم الليبي معمر القذافي أصدرا بيانا أول من أمس في ختام قمة طرابلس أكدا فيه دعمهما للشرعية والخطوات التي اتخذتها لتصحيح الوضع لمصلحة الشعب السوداني بكل طوائفه وقواه ولحماية مصالحه العليا وفي طليعتها وحدته وسلامة اراضيه. وبدأت القاهرة اتصالات امس مع المعارضة السودانية لتوفير الدعم الداخلي لاصلاحات الرئيس البشير وتجميده نشاط الترابي الذي كان يرأس البرلمان المنحل. والتقى مساعد وزير الخارجية لشؤون السودان السفير رفيق خليل امس القيادي في حزب الامة نجيب الخير تسلم منه رسالة الى موسى من رئيس الوزراء السابق زعيم حزب الامة الصادق المهدي. وتناولت الرسالة التطورات الراهنة على الساحة السودانية ونتائج اجتماعات هيئة قيادة المعارضة السودانية في كمبالا ومواقف المعارضة من المبادرة المصرية - الليبية وسبل تفعيل هذه المبادرة. وينتظر ان يعود المهدي الى القاهرة اليوم آتيا من كمبالا التي انتقل اليها بعد زيارة إلى ليبيا استمرت أيام التقى خلالها الزعيم الليبي معمر القذافي. وتحركت القاهرة امس باتجاه الدول العربية عبر الجامعة لتأمين الدعم اللازم للرئيس السوداني لاستمرار خطاه الاصلاحية وعقد موسى محادثات امس مع الامين العام للجامعة الدكتور عصمت عبدالمجيد. وقال الاخير القرارات التي اصدرها البشير لحل البرلمان واعلان الطوارئ حق مطلق له مشددا على وحدة السودان وسلامته الاقليمية. وقال موسى إن بلاده مهتمة بما يجري في السودان، والموقف المصري كان ومازال يهدف الى حماية الاستقرار والشرعية في السودان، وتحركه نحو وضع جديد يطمئن الجميع في داخل السودان ويعمل على الحفاظ على وحدته وسلامة اراضيه. ورد على إتهامات نائب الامين العام ل"المؤتمر الوطني" السوداني الدكتور علي الحاج محمد لمصر بالتدخل في شؤون السودان من خلال دعمها إجراءات البشير قال إن "مصر لا تتدخل في الشؤون الداخلية للسودان" لكنها مهتمة بما يجري هناك من تطورات وما اذا كان الصراع الداخلي في السودان سيدعو الى تدخلات قوى خارجية. وقال "لا اري صراعاً على السلطة في السودان فهناك رئيس دولة اتخذ قرارات معينة لاصلاح وضع لم يكن يقبله". وتابع "نحن في مصر لا مصلحة لنا في غرق السودان بل على العكس لا نقبل ان يغرق السودان". وعن التلميحات الى حصول البشير على موافقة مصرية لاتخاذ هذه الاجراءات قال "لم تكن هناك ايحاءات او ايماءات فلسنا في موقف الدفاع والموقف المصري لا يتدخل في الشؤون الداخلية للسودان ويرى أن اي محاولة لانقاذ السودان من الغرق هي محاولة وطنية ومطلوبة وسنؤيدها". وفي شأن تأثيرات الموقف الراهن على جهود المصالحة السودانية قال: "هذه التطورات تخلق ظرفا جديدةاً واعتقد انها تدفع نحو الحوار والتعامل مع المعارضة بصورة اكبر". من جهة أخرى، اعتبرت جماعة "الإخوان المسلمين" أن التطورات الجارية في السودان "شأن داخلي ليس للإخوان علاقة به". وقال نائب المرشد العام للجماعة المستشار مأمون الهضيبي ل"الحياة" إن "جماعة الإخوان" "لا تتدخل في الخلاف بين الرئيس عمر البشير ورئيس البرلمان حسن الترابي"، مؤكداً أن ما يحدث هناك مسألة داخلية "تخص الشعب السوداني فقط". واضاف الهضيبي: "نتمنى أن يقي الله السودان شر الفتن لأن شعب السودان يرتبط بالشعب المصري بجذور منذ آلاف السنين وأي أخطار تصيب السودان من المؤكد أنها ستصل إلى مصر". واستبعد الهضيبي وقوف قوى خارجية وراء الأحداث الأخيرة في السودان، وقال: "الخلافات بين البشير والترابي قديمة، ونأمل في أن تنتهي في أسرع وقت ممكن ليعود الهدوء الى السودان".