أعرب وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى عن تفاؤله بإمكان إيجاد حل سياسي للازمة السودانية. وقال إن "المشكلة السودانية في وضع افضل". وكان موسى أجرى محادثات أول من امس مع زعيم حزب الامة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي وينتظر ان يلتقي قريباً رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" زعيم الحزب الاتحادي محمد عثمان الميرغني لدى عودة الاخير الى القاهرة. وتأتي الاتصالات والتحركات المصرية في ضوء تفويض حصلت عليه القاهرة من الخرطوم بعد موافقة الاخيرة على المبادرة المصرية - الليبية وتأكيد وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل مساندته للدور المصري والاتصالات التي تجريها القاهرة مع اطراف المعارضة. وأشار موسى إلى استمرار التنسيق مع ليبيا في شأن الملف السوداني. وقال ان "التنسيق مع الشقيقة ليبيا مستمر، ونأمل أن تتجه الامور نحو الاستقرار". وفي شأن رؤية الاطراف الاقليمية والدولية المعنية بالمسألة السودانية لجهود مصر، قال "انني مقتنع بأن هناك وضعاً جديداً في السودان يجب أن يأخذ في الاعتبار المصلحة والروابط المصرية - السودانية". وعن مدى تعارض المبادرة المصرية - الليبية ومبادرة دول شرق افريقيا ايغاد قال موسى "لا يوجد تعارض بين المبادرتين طالما يعمل الكل من اجل الاستقرار والحوار بين الاطراف السودانية، وهو الامر الذي يضمن استمرار السودان ووحدته". وعن الموقف الاميركي والدعم الذي تقدمه واشنطن لرئيس "الحركة الشعبية لتحرير السودان" العقيد جون قرنق، قال إن "الموقف الاميركي متطور في شأن السودان وهناك اتصالات مصرية - اميركية في الشأن السوداني على غرار الاتصالات القائمة بين البلدين في شأن عملية السلام في الشرق الاوسط". وأوضح ان بلاده تسعى للوصول الى "معادلة تفيد الشعب السوداني من دون معاداة القوى الكبرى وجيرانه"، ودعا السودانيين الى "التوافق والتوحد في سبيل الوصول الى مستقبل جديد للسودان يأخذ في اعتباره وجهات النظر المختلفة في شأن الاختلافات الكبيرة في تركيبة الشعب السوداني". وفي شأن موقف واشنطن الرافض للمبادرة المصرية - الليبية، قال "هناك بدايات لتفهم المبادرة". وعن دعوة واشنطن لاعضاء "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض للتوجه إلى الولاياتالمتحدة لعقد اجتماع هناك وما يمكن ان يسفر عنه هذا الاجتماع، قال موسى إن "مثل هذا الاجتماع يمكن ان يتخذ شكلاً جديداً في ضوء التطورات الجديدة". المهدي من جهة أخرى يبدأ زعيم حزب الأمة السوداني المعارض رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي جولة عربية وافريقية بعد عيد الفطر المبارك تشمل قطر والامارات واريتريا واثيوبيا للبحث في تطورات الأزمة السودانية. وترأس المهدي اجتماعاً لأعضاء المكتب التنفيذي في حزبه بحث في تقويم الموقف السياسي العام ونتائج الاتصالات الجارية على المستوى الاقليمي والدولي. وأقر المجتمعون دعم مشروع الحل السياسي الشامل لتحقيق السلام والديموقراطية في السودان.