قال مسؤول في مجلس الأمن القومي إن الرئيس بيل كلينتون كرر خلال لقائه مع قادة الكونغرس أنه لا يعتقد أن هناك حاجة إلى مشاركة القوات البرية في العمليات العسكرية ضد القوات اليوغوسلافية. وكان الناطق باسم البيت الأبيض جو لوكهارت واضحاً في شرح موقف الإدارة أن لا نية لدى كلينتون في ارسال قوات برية إلى كوسوفو في هذا المناخ غير المقبول. وكرر المسؤول الأميركي ان لدى حلف الأطلسي خيارات موضوعة على الرف حول استخدام القوة البرية، وان هذه الخيارات يمكن احياؤها بسرعة. وقال إن الرئيس كلينتون لم يبدل رأيه ولا يزال يعتقد "ان في استطاعتنا تحقيق أهدافنا بالقوة الجوية فقط". وشرح المسؤول التحول في الموقف الأميركية من الدعوة إلى ارسال "قوات أطلسية" إلى كوسوفو في حال التوصل إلى اتفاق سلمي، إلى الدعوة إلى ارسال "قوات أمن دولية" للمحافظة على السلام وحماية الكوسوفيين. وقال المسؤول إنه مهما كانت التسميات، فإن القوة يجب أن يكون جوهرها من قوات حلف شمال الأطلسي، ولكن إذا رغبت دول أخرى المشاركة في العملية السلمية كروسيا، فإن لا مانع لدى الحلف أو الولاياتالمتحدة من السماح بمشاركة أوسع في هذه القوة على طريقة مشاركة روسيا مثلاً في البوسنة. لكن المسؤول الأميركي أوضح أنه يجب ألا يكون هناك أي شك بأن أي قوة ستذهب إلى كوسوفو ستكون تحت القيادة الأطلسية. وقال لا توجد أي منظمة دولية أخرى قادرة على القيام بمهمة كهذه، باستثناء حلف الأطلسي. من جهة اخرى، اعتبر الجنرال شارلز والد المسؤول في قسم التخطيط الاستراتيجي في هيئة الاركان المشتركة أول من أمس ان الدفاعات الجوية الصربية والعراقية تتشابه من ناحية التجهيز. الا انه رأى ان القيمين على دفاعات الصرب أفضل تدريباً من العراقيين. وشدد على ان اليوغوسلافيين جيدون للغاية في ما يقومون به. وقال انه من خلال التقارير التي اطلع عليها وجد ان لديهم افضل دفاع جوي في دول حلف "وارسو" المنحل. واكد ان الاطلسي يعمل حاليا على تقليص فاعلية هذه المنظومة الدفاعية بشكل منهجي. غير ان الجنرال الاميركي عاد وشدد على ان هذه الدفاعات لا تزال خطرة للغاية. ورأى انه مع وصول عدد طائرات الاطلسي العاملة فوق يوغوسلافيا الى أكثر من ألف طائرة ستتاح للصرب فرص أكبر لإسقاط هذه الطائرات. وكان القائد الاعلى للقوات الاطلسية الجنرال ويسلي كلارك طلب أكثر من300 طائرة اميركية وعدداً غير محدد من الطائرات الاوروبية للمشاركة في الحملة الاطلسية ضد يوغوسلافيا. واشار الناطق بإسم وزارة الدفاع الاميركية بنتاغون كينيث بيكون الى ان تركيبة القوة الجوية المزمع ارسالها تنقسم الى ثلاثة أجزاء: الاولى، للحرب الالكترونية والأرضية، والثانية، لتدمير صواريخ أرض - جو اليوغوسلافية، والثالثة، لتعبئة الوقود في الجو. ويبقى الهدف الأساسي في هذه المرحلة تدمير أشمل للقوات اليوغوسلافية والشرطة الخاصة. واضاف بيكون ان غالبية الطائرات التي طلب الجنرال كلارك إرسالها ستسهم في زيادة الضغط على القوات اليوغوسلافية الموجودة في كوسوفو. وحذر يوغوسلافيا من تهديد سيادة البانيا، في اشارة الى توغل وحدات يوغوسلافية في أراضي البانيا اول من امس . وراى بيكون ان تحرشات يوغوسلافيا دليل على يأسها ازاء التطورات الاخيرة. وقال ان القوات اليوغوسلافية فشلت في القضاء على جيش تحرير كوسوفو وان الأخير لا يزال يشكل تهديدا لها ويواصل المقاومة هناك. وأعلن ان الاطلسي يأخذ سيادة البانيا على محمل الجد وانه سيفعل كل ما بوسعه لحمايتها.