ثأرت مصر من بلجيكا بعد انتظار دام 79 عاماً عندما فازت عليها 1- صفر ودياً اول من امس في مدينة لييج في سيناريو مشابه لسيناريو مباراة بلجيكاوبلغاريا قبل خمسة أيام حيث شهدت هدفاً مبكراً للضيوف وضغطاً مستمراً وغير فعال لأصحاب الملعب. وكانت بلجيكا فازت على مصر 2-1 ودياً أيضاً على هامش دورة انتفرب الاولمبية عام 1920. الفوز هو الأول لمنتخب مصر على فريق أوروبي في عقر داره منذ تسع سنوات، وكان الأخير على اسكتلندا 3-1 في ابردين عام 1990، ولم يبق من تشكيلة مصر التي حققت الفوز على اسكتلندا سوى الشقيقين حسام وابراهيم حسن والمدافع هاني رمزي. وعلى الجانب الآخر لقي منتخب بلجيكا هزيمته الرابعة على التوالي، وكلها بنتيجة واحدة صفر-1، وتعرض اللاعبون ومدربهم جورج ليكنز لحملة استهجان حادة من أكثر من 30 ألف متفرج احتشدوا في المدرجات وهم الذين سيستضيفون بطولة الامم الاوروبية صيف العام المقبل مع الهولنديين. الفوز المصري جاء مستحقاً مئة في المئة بعد عرض خططي بالغ الذكاء بقيادة محمود الجوهري المدرب الوطني المخضرم الذي أشرك تسعة لاعبين محترفين في أوروبا مع التوأم حسام وابراهيم مسجلاً رقماً قياسياً لأكبر عدد من اللاعبين المحترفين في تشكيلة المنتخب المصري منذ تأسيسه العام 1920. ولعب المصريون بطريقة جديدة 4-4-2 بعد أن اعتادوا دوماً على اللعب بطريقة 3-5-2، وأدخل الجوهري تعديلاً تكتيكياً بإشراك المدافعين هاني رمزي وياسر رضوان في منطقة الوسط لضمان عمق دفاعي دائم أمام منطقة الجزاء المصرية، وأعتمد على خداع أصحاب الارض الذين ركزوا على رقابة حسام حسن هداف افريقيا، ونجح في اسلوبه بإعادة حسام الى الخلف لجذب أكثر من مدافع معه مع اندفاع حازم إمام وعبد الستار صبري وأحمد حسن الى منطقة جزاء بلجيكا، ومنها جاء هدف المباراة وانفرد صبري وإمام وحسن ثلاث مرات أخرى من دون فاعلية. واعتمد منتخب بلجيكا في البداية على الكرات العالية الساقطة داخل منطقة جزاء مصر، وكانت كلها من نصيب المدافعين سمير كمونة ومدحت عبدالهادي وابراهيم حسن والحارس نادر السيد، واستفاد المصريون من هجماتهم العكسية السريعة، وفي الدقيقة 14 أرسل أحمد حسن كرة طويلة خلف مدافعي بلجيكا المشغولين برقابة حسام، وانفرد حازم تماماً بالمرمى، وأودع الكرة باتقان بيسراه من فوق الحارس المتقدم روني غاسبرستيش محرزاً هدف المباراة. اصبحت الكلمة العليا في الشوط الأول لمنتخب مصر الأهدأ أعصاباً، وتألق نادر السيد في انقاذ مرماه من كرة خطيرة للمنفرد اميل مبنزا، واضطر الحارس روني الى الخروج من منطقة جزائه لإبعاد الكرة من عبد الستار صبري. وفي محاولة من الحكم السويسري دومينيك للسيطرة على المباراة ومواجهة تيار العنف أنذر فيليم وجينو من بلجيكا وعمارة من مصر، واصبح التفوق البلجيكي في الشوط الثاني واضحاً بعدد كبير من لاعبيه في نصف ملعب مصر، ولكن الهجمات المرتدة ظلت بالغة الخطورة للمصريين، وانفرد أحمد حسن بالمرمى من تمريرة رائعة لحازم إمام في الدقيقة 55، ورفض الحكم احتساب ركلة جزاء لمصر رغم تعرض حسن لإعاقة واضحة من الحارس. واضطر ليكنز لاستبدال المخضرمين مارك فيلموتس ولويس اوليفيرا، لكن مدافعي مصر أحسنوا الرقابة والتغطية، وتعرض مرمى نادر السيد للخطر مرة واحدة من كرة عرضية من اميل مبنزا لشقيقه لوكوندا المنفرد، وسدد الأخير عالياً فوق العارضة. ودعم الجوهري دفاعه بإشراك محمد يوسف بدلاً من محمد عمارة، ولاحت لمصر فرصتان لأحمد حسن وحسام حسن، لكن اللاعبين فضلا السقوط داخل منطقة الجزاء من دون إكمال اللعب، ولم يعطهما الحكم أي شيء، وقلدهما ساندي في الدقيقة الأخيرة مطالباً بركلة جزاء لبلجيكا لكن دون جدوى. وأجرى الجوهري تغييرين في الوقت بدل الضائع لتهدئة اللعب، وعاد المصريون الى القاهرة بفوز ودي ثمين. وكان المنتخب المصري تعادل سلباً مع ساحل العاج و2-2 مع كل من مقدونيا واستونيا، و1-1 مع كل من النروج والكويت قبل ان يفوز على بلغاريا 3-1، وخسر مرتين امام جنوب افريقيا 1-2، والمكسيك صفر-3.