تميّز يوم امس باستقبال رئيس الجمهوية اللبنانية أميل لحود رئيس الحكومة السابق النائب رفيق الحريري في قصر بعبدا، في اول لقاء بينهما منذ اعتذار الاخير عن عدم تشكيل الحكومة قبل ثلاثة اشهر. وقالت مصادر مقرّبة من الحريري ان الزيارة التي حملت طابع الشكر للحود على تعزيته له بوفاة حماته، سادتها "أجواء ايجابية وجيدة"، من دون ان تدخل في تفاصيل ما دار خلالها. ولفتت الى ان اللقاء الذي دام ساعة وعشر دقائق، تجاوز قضية اعتذار الحريري عن عدم تشكيل الحكومة وملابساته لانها اصبحت من الماضي، مؤكدة "انها أكثر من كسر جليد للعلاقة القائمة بينهما وصولاً الى الدخول في مرحلة التطبيع". واعتبرت ان "اللقاء أسهم في تأكيد تعاون الحريري مع لحود وعلى تواصلهما لمواكبة كل القضايا المطروحة في لبنان اضافة الى الوضع في الجنوب الذي يتطلب توحيد الجهود لمواجهة الضغوط الاسرائىلية على قاعدة التلازم في المصير والمسار بين لبنان وسورية". وعكس الرئيس لحود بحسب المصادر "ارتياحه الى الجو الشعبي العام في البلاد حيال دعم قضية الجنوب في مواجهة الاحتلال"، لكنه أبدى والحريري تخوفاً من لجوء اسرائيل الى الضغط مجدداً على لبنان ما يستدعي مواصلة التحرّك لدى كل الاطراف المعنيين. وزار الحريري لاحقاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحكومة سليم الحص للغاية نفسها. ويغادر الحريري بيروت اليوم الى دمشق للقاء كبار المسؤولين السوريين وشكرهم على تعزيته. وكان تلقى في هذا الشأن اتصالاً من نجل الرئيس السوري العقيد الركن الدكتور بشار الأسد. ويتوجه الاربعاء المقبل الى بون في زيارة لألمانيا تستمر يوماً واحداً يلتقي خلالها المستشار غيرهارد شرودر، وهي كانت مدار بحث لدى استقباله امس السفير الالماني في بيروت بيتر فيتيغ. وكان لحود اكد ان "لبنان يفخر بكل الطاقات اللبنانية في الخارج" مشجعاً اللبنانيين على "اثبات حضورهم في العالم لمزيد من العطاءات لرفع لبنان منارة للثقافة والعلم". وقال خلال استقباله الطبيب اللبناني ندي حكيم الذي شارك في عملية زرع يد في فرنسا قبل نحو شهرين، في حضور المريض النيوزلندي كلينيت هالام، ان "مشاركته في عملية جراحية اعتبرت من الانجازات الطبية امر مهم". الى ذلك، أعلن الرئيس الحص امام وفد طالبي، ان "الانتقام ليس وارداً من أحد في عملية الاصلاح الاداري". واوضح "اننا لا نقول بالغاء الطائفية السياسية، بل بتجاوز الحال الطائفية، وهذا لا يكون بقرار، بل بعمل وخطة". وكرر ان تجاوز الحال الطائفية "لا يكون بقرار بل بمسار يبدأ بانشاء الهيئة العليا التي نصّ عليها الدستور، ولم تشكل لاعتبارات عدة، من دون ان يعني ذلك اننا لسنا في وارد تجاوز هذه الحال". وأعاد رئيس الحكومة السابق النائب عمر كرامي تأييده للعهد والحكومة بعدما أمّنا لطرابلس خدمات كانت تحتاج اليها.