غادر رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري بيروت الى باريس قبل ظهر امس، عن طريق مطار دمشق، على ان ينتقل من العاصمة الفرنسية الى بون اليوم للقاء المستشار الألماني غيرهارد شرودر بدعوة من الأخير. والتقى قبل سفره رئيس المجلس النيابي نبيه بري في دارته في عين التينة. وقالت مصادر مقرّبة من الحريري أنه قد يعتمد السفر من مطار دمشق من الآن فصاعداً، بعد أخذ وردّ على دخول موكبه، قبل يومين حرم مطار بيروت وهو عائد من البحرين، بسيارات عدة. فقد اتصلت اول من امس الجهات المعنية بالترتيبات لدخول حرم المطار بمكتب الرئيس الحريري وأبلغت إليه ان رئيس جهاز أمن المطار العميد الركن فادي ابو شقرا، اوضح ان قراراً اتخذ بناء على توجيهات رئيسي الجمهورية اميل لحود والحكومة سليم الحص ونائبه وزير الداخلية ميشال المر، يقضي بالترخيص لسيارة واحدة لنقل رئيس الحكومة السابق في سفره او خلال عودته، يسمح لها بالوصول الى مقربة من سلم الطائرة من دون مواكبة. وقال مصدر أمني انه "لا يسمح عادة إلا لسيارات الرؤساء الثلاثة بالتوقف امام سلّم الطائرات وقد تم الترخيص في شكل استثنائي للرئيس الحريري، لاستخدام سيارته في دخول حرم المطار والوصول الى سلم الطائرة، على خلاف المسافرين من الرسميين الذين نوضع في تصرفهم سيارات الإستقبال التابعة لشركة طيران الشرق الأوسط". وأضاف "ان هذا التدبير اتخذ بعد عودة الرئيس الحريري من البحرين على رأس وفد من "كتلة قرار بيروت" النيابية ووزراء سابقين ونقيبي الصحافة محمد البعلبكي والمحررين ملحم كرم، حيث قدّم التعازي بوفاة امير البحرين. وتردد ان سيارات عدة دخلت حرم المطار لتقل أعضاء الوفد عند سلم الطائرة، ما اعتبر مخالفة للمرسوم، الذي يحدد من يحق لهم استخدام سياراتهم من امام الطائرة، وبالتالي لا يجوز تكرار ذلك". وبعث الوزير المر بكتاب الى قيادة جهاز أمن المطار لاستيضاحها الأمر، مؤكداً حصر الحق برئيس الحكومة السابق. وأوضحت مصادر معنية اخرى ان "من المتعارف عليه اعطاء تسهيلات انتقال على ارض المطار لمن يسافرون في طائرات خاصة". وكان الحريري اكد في لقاء في "صالون سميح الصلح السياسي" على "وجوب ان يكون عندنا حكم متجانس وقوي لمواجهة كل الاحتمالات على اساس وحدة المسارين اللبناني والسوري". وأشار الى ان الرئيس الحص "يتكلم على التوجه السياسي لحكومته من منطلق رجل مثقف ووطني لكن للقرار السياسي منطقاً يتجاوز المنطق الاكاديمي النظري للامور". وعن رفضه تشكيل الحكومة الاولى في عهد الرئيس لحود، اوضح انه "اكتشف اشياء عدة وهو خارج الحكم على رغم عمر حكومة الحص القصير". وعن امكان تأليفه حكومة في هذا العهد، قال "انا غير مستعجل علماً انني خارج الحكم استطيع تقويم الامور بمنظار يختلف عن منظار الحاكم". وعن عهد الرئيس الياس الهراوي، قال ان الهراوي "جزء من التركيبة السياسية القائمة منذ الاربعينات وكان عليه ان يمتنع عن تشكيل حكومته الاخيرة ولكن مورست عليه ضغوط لتشكيلها". ونفى الحريري ان يكون له دور في توزير شاهي برصوميان.