اللقاءات التي بدأها العقيد الركن الدكتور بشار الأسد المكلّف من جانب القيادة السورية بمتابعة الملف اللبناني، مع القيادات اللبنانية عكست مدى اهتمام دمشق برعاية جميع الحلفاء والاصدقاء من دون استثناء، على قاعدة دعم رئيس الجمهورية العماد إميل لحود ومساندة حكومة الرئيس الدكتور سليم الحص في مقابل الاستماع الى وجهات نظر الآخرين ومن بينهم المعارضين الذين من حقهم ابداء رأيهم. وفي معلومات "الحياة" ان نجل الرئيس السوري حافظ الأسد سيتابع لقاءاته اللبنانية مبدياً رغبة دمشق في رعاية الجميع والوقوف على رأيهم في اي موقع سياسي كانوا واستعدادها للمساهمة في تبديد الهواجس اذا كانت موجودة، وانما شرط ان لا يفهم الموقف السوري على غير حقيقته لجهة دعم الرئيس لحود بلا حدود والعمل من اجل تفعيل الحوار بين الجميع. واذ توقفت المصادر السياسية امام اللقاء الثاني الذي عقد في غضون اسبوع بين العقيد الركن الأسد وبين رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري، رأت فيه رغبة مشتركة على التواصل، بعدما شكل اللقاء الاول فرصة لتبادل الرأي في جملة من المحطات السياسية لم تقتصر على الظروف التي املت على الحريري اعتذاره عن تشكيل الحكومة الجديدة، وانما شملت المرحلة السابقة التي امضاها في سدة الرئاسة الثالثة. ولفتت الى رغبة دمشق في تهدئة الاحوال السياسية في البلد بغية اعطاء الفرصة للتجربة السياسية الجديدة، آخذة في الاعتبار الظروف التي تمر فيها المنطقة ولبنان. وأضافت "يجب الا تُفهم دعوة دمشق الى التهدئة كأنها لا تحبذ قيام معارضة بناءة بعيدة عن المغالاة، اسوة بالمعارضة التي كانت قائمة طوال السنوات الماضية"، مشيرة الى ان "لا موقف سورياً سلبياً من احد وان لا نية في الغاء احد او في استهداف هذا الفريق او ذاك، على ان يترك للبنانيين التوافق على قانون الانتخاب الجديد الذي لا بد من ان يأتي متوازناً والا يشعر اي طرف بالغبن او الاجحاف". وكشفت المصادر النقاب عن ان نجل الرئيس السوري، وكعادته يبدي انفتاحاً على الجميع، وانه سيسأل مراراً عن جملة من القضايا المطروحة رافضاً الدخول في التفاصيل ومحجماً عن ابداء رأيه فيها. وقالت ان "ما يركز عليه العقيد الأسد يأتي في سياق دعم عهد الرئيس لحود والحكومة في اقامة دولة المؤسسات والقانون مبدياً تأييده للخطوات التي بدأها مجلس الوزراء على صعيد تحقيق الاصلاح الاداري الذي كان يفترض ان يتم قبل سنوات". وأشارت الى ان التوجهات الوطنية هي التي تحكم تعاطي العماد لحود في الامور الرئيسية وبالتالي فهو لا ينطلق من حسابات ضيقة أكانت مذهبية أم طائفية، بل يستند الى رؤية شاملة من اجل انجاح مشروع بناء الدولة. وأكدت انه ابدى اثناء استقباله للقيادات اللبنانية تفهماً للدواعي التي كانت وراء المجيء بحكومة لم تتمثل فيها القوى الحزبية، وان عدم تمثيلها لا يعني النيل من أحد بمقدار ما ان الرئيسين لحود والحص ارتأيا تأليف حكومة مصغرة، اخذت على عاتقها انجاز الاصلاح الاداري.