بحث المستشار الالماني غيرهارد شرودر امس في بون مع رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري في تطورات ازمة الشرق الاوسط ووضع العراق، على ما قال الاخير في مؤتمر صحافي بعد اللقاء الذي استمر نحو ثلاثة ارباع الساعة. وقال الحريري انه لمس لدى شرودر "رغبة اكيدة في دفع مسيرة السلام الى الامام". وأضاف "اذا نجح رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو في الانتخابات المقبلة فستبقى مسيرة السلام على جمودها الحالي". وبالنسبة الى لبنان، رفض "فكرة اللجوء الى اتفاق الهدنة للعام 1949، لأن ذلك يجعلنا نقع في الفخ الاسرائيلي وهذا ما يجب تجنبه". وعن التصريحات الاسرائيلية الاخيرة من اجل الانسحاب من لبنان، لفت الى كلام رئيس الجمهورية إميل لحود في هذا الموضوع، معتبراً "انه كان واضحاً ويحسم الجدل في هذه القضية لجهة ان لبنان متمسك بعملية السلام ولا فصل للمسارين اللبناني والسوري وان اي محاولات للفصل سيكون مصيرها الفشل". وأضاف ان "هذه السياسة سليمة وهي التي اتبعناها وتتبعها الحكومة الحالية". وأضاف الحريري انه شجع المستشار الالماني على "ضرورة تنمية الاستثمارات الالمانية في لبنان"، وطالبه لكون ألمانيا ترأس الاتحاد الاوروبي الآن "العمل على تذليل العقبات التي تقف حائلاً دون تنفيذ اتفاقات مثمرة بين الاتحاد الاوروبي ولبنان". وشرح ان "المشكلة الاساسية ناجمة عن ان ايرادات الجمارك تشكل دخلاً رئيسياً للحكومة اللبنانية، ولبنان يستورد من أوروبا نحو سبعين في المئة من احتياجاته، ولا يستطيع ان يخفف الجمارك حتى لا تهتز موازنته". لذلك طلب من شرودر ان "يتفهم الاتحاد الاوروبي ظروف لبنان الخاصة". وسئل: هل لمس تغييراً في سياسة ألمانيا الخارجية حيال الشرق الاوسط ولبنان، خصوصاً انه عرف المستشارين السابق هلموت كول والحالي؟ اجاب ان "لا تغير في السياسة الالمانية الخارجية". ورفض الرد على اسئلة تتعلق بالوضع الداخلي في لبنان، وان كان نفى ما نسب اليه من رأي في الرئيس الحص مفاده انه "مجرد اكاديمي". وسئل عن لقائه مع لحود قبل ايام، اجاب "كان ايجابياً وصريحاً وناقشنا الامور كافة وتطرقنا الى امور عدة. واذا كان بيننا من جليد فقد انكسر. اما موضوع التعاون في المستقبل فالامر لم يقفل في يوم من الايام وامكانه قائم". وبينما كان الحريري في بون، استمرت في بيروت مفاعيل الاشكال الناجم عن دخول موكبه حرم مطار بيروت. وعلمت "الحياة" ان الموضوع اثاره امس عدد من النواب مع كبار المسؤولين على هامش لقاءاتهم الرئيسين لحود والحص ونائبه وزير الداخلية ميشال المر ووعدوا بأن مرسوماً سيصدر لاحقاً من اجل اعادة تنظيم سفر الرؤساء السابقين ونوابهم والوزراء والنواب وعودتهم، وسيتضمن ايضاً تنظيم استقبال الطائرات الخاصة التي يتم التعامل معها في المطارات غير اللبنانية، في صورة مميزة عن الطائرات التي تقوم برحلات عادية ومنتظمة. ويفترض ان يلحظ المرسوم تعديلاً للمرسوم الذي صدر عام 1991 عن وزير الداخلية آنذاك سامي الخطيب الذي حصر الوصول بالسيارات الى سلم الطائرة برؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة. وسيأخذ المرسوم المعدل في الاعتبار شمول الرؤساء السابقين ونواب رؤساء المجلس النيابي والحكومة السابقين الى جانب الرؤساء الثلاثة. وقالت مصادر رسمية ان ما تبلغه الحريري جاء في صورة استثنائية بناء على توجيهات من رئيسي الجمهورية والحكومة ووزير الداخلية. وفي المقابل ذكرت مصادر مقربة من الحريري انه لم يعترض على وضع نظام جديد لدخول حرم المطار، لكنه اعتاد السفر بالطريقة التي اتبعها من دون ان يلفته احد الى ان هناك مخالفة، خصوصاً انه اعتاد استخدام طائرته الخاصة بعد اعتذاره عن عدم تأليف الحكومة ولم يطلب منه الا في المرة الاخيرة التوجه الى الطائرة بسيارة واحدة. وأكدت ان الحريري مع تطبيق القانون، وليس في وارد مخالفته، انما لديه مأخذ يتعلق بالطريقة التي اتبعت معه عشية استعداده للسفر الى بون، لافتة الى ان هناك قنوات للاتصال به لإبلاغه بفحوى التدبير الجديد، بدلاً من ان يتم ذلك بالواسطة.