أكد الرئيس الأثيوبي نيغاسو غيفادا ان بلاده مصممة على "استعادة اراض اثيوبية احتلتها أريتريا وضمان السيادة الأثيوبية"، فيما أعلنت المعارضة الأريترية في اثيوبيا تشكيل "حكومة انتقالية" في أديس أبابا وطالبت الاخيرة بعدم التفاوض مع أسمرا. وأوضحت "جبهة تحرير أريتريا" في بيان تلقت "الحياة" نسخة عنه امس إنه تم تشكيل "حكومة تمثل كل فئات الشعب الأريتري". ودعت أديس أبابا الى "اجراء كل الاتصالات والتنسيق في ما يتعلق بوقف النار وترسيم الحدود مع الحكومة الانتقالية وليس مع الحكومة الأريترية في أسمرا. وحمّل البيان الحكومة الاريترية مسؤولية تأزم الأوضاع في المنطقة "بسبب السياسة الخاطئة التي تتبعها الجبهة الشعبية الحاكمة التي ألحقت اضراراً بأريتريا وشعبها ونسفت جسور العلاقات التاريخية مع العالم العربي بتحالفها مع اسرائيل وأميركا". وأوضح البيان ان انسحاب اريتريا من المناطق المتنازع عليها بعد رفض استمر تسعة اشهر وأتى بعدما لحقت بالنظام الحاكم هزيمة عسكرية في جبهات القتال، وان قبوله الاقتراحات الافريقية "جاء من اجل البقاء في السلطة". ووصف الحرب الاثيوبية الاريترية بانها "عمل جنوني" ورأى ان "النظام في أسمرا افتعل هذه الحرب" لأسباب تخصه ولا تهم الشعب الاريتري"، مناشدا المنظمات الاقليمية والدولية ممارسة ضغوط على اسمرا لتوفير الأمن والاستقرار في المنطقة. واتهم البيان الحكومة الاريترية بپ"تصدير الأزمات الى دول الجوار" واستشهد على ذلك بالخلافات مع السودان واليمن وجيبوتي، وأوضح انها "لم تجن من ذلك سوى فرض عزلة على نفسها"، وطالب المجتمع الدولي بممارسة ضغوط على اسمرا "لوقف اعمال البطش التي تمارس ضد الشعب الاريتري وزج الآلاف في السجون بسبب مطالبتهم بوقف الاعتداء على دول الجوار"، وخلص البيان الى اتهام الحكومة الاريترية بإقامة "نظام طائفي متطرف قائم على اضطهاد غالبية السكان". يذكر ان كلا من الحكومتين الاثيوبية والاريترية يحتضن، منذ انهيار تحالفهما واندلاع الأزمة الحدودية بينهما في ايار مايو الماضي، معارضين للطرف الآخر وفتحت اثيوبيا ثلاثة مكاتب للمعارضة الاريترية وسمحت لها ببث برامج اذاعية موجهة. واستقطبت أسمرا من جهتها معارضين اثيوبيين وسمحت لپ"جبهة تحرير أورومو" ببث برامج اذاعية من أسمرا. الى ذلك، نقلت صحيفة "اثيوبيان هيرالد" عن الرئيس الاثيوبي امس أ ف ب تأكيده ان أديس ابابا مصممة على "استعادة الأراضي الاثيوبية المحتلة وضمان السيادة الأثيوبية"، وأوضح ان "هذا هو الهدف من الهجومات المضادة الاثيوبية على أريتريا"، لكنه اضاف: "ليس في نيتنا النيل من الاراضي الأريترية كما قال رئيس الحكومة الاريترية أساياس أفورقي"، مشدداً على انه "لو كان في نية اثيوبيا ان تفعل ذلك لما ساندت الاستفتاء على تقرير المصير" الذي أجري في 1993 وأقر إنفصال اريتريا عن اثيوبيا. وكانت اثيوبيا أعلنت الاسبوع الماضي انها حققت "انتصاراً كاملاً" على القوات الأريترية في منطقة بادمي مؤكدة انها "أخلتها من القوات الأريترية"، واحتلت القوات الأريترية هذه المنطقة في بداية الحرب بين البلدين في أيار مايو الماضي. من جهة اخرى، نفى رئيس البرلمان الاثيوبي داويت يوهانس صحة اتهامات اريترية لأثيوبيا باستخدام قنابل النابالم في المعارك التي دارت أخيراً بين البلدين. وقال المسؤول الاثيوبي في مؤتمر صحافي عقده في مقر الجمعية الوطنية الفرنسية في باريس ان القوات المسلحة الاثيوبية "لا تستخدم أبداً مواد تحظرها الاتفاقات الدولية". وكانت "وكالة الأنباء الاريترية" اتهمت اثيوبيا الأربعاء بقصف قرية شايمبيكو على الجبهة الشرقية بقنابل النابالم ما أدى الى مقتل شخص واصابة آخر. وأوضح المسؤول الاثيوبي ان "المعارك مستمرة" بين البلدين وان اثيوبيا "غير معنية بوقف النار قبل ان توافق اريتريا من دون شروط على خطة السلام التي قدمتها منظمة الوحدة الافريقية"، واعتبر ان أسمرا "اعطت اشارات متناقضة تتعلق بخطة السلام" التي طرحتها المنظمة الافريقية، وأضاف "ان الاريتريين يقولون من جهة انهم وافقوا على خطة السلام التي قدمتها منظمة الوحدة الافريقية ثم يقولون من جهة ثانية انهم قاموا بتراجع استراتجي في المناطق الحدودية بهدف شن هجوم مضاد"، وكان المسؤول الاثيوبي وصل الى باريس الاثنين على رأس وفد برلماني. وفي أسمرا علم ان وفد منظمة الوحدة الافريقية وصل الى العاصمة الاريترية مساء أمس آتياً من أديس أبابا. ويضم الوفد أربع سفراء برئاسة المندوب الدائم للجزائر لدى المنظمة الافريقية. وهو غير الوفد الذي كان مفترض به أصلاً تنفيذ هذه المهمة، وكان يتكون من مندوبي بوركينا فاسو وزيمبابوي وجيبوتي. وقد اعترضت اريتريا على ممثل جيبوتي، إثر انقطاع العلاقات الديبلوماسية بين البلدين في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، في أعقاب اتهام اريتريا لجيبوتي بدعم المجهود الحربي الاثيوبي. وقالت مصادر وزارة الخارجية الاريترية ان الوفد سيلتقي افورقي وبعض المسؤولين الاريتريين اليوم. وأوضحت المصادر ان اريتريا ستؤكد للوفد التزامها تنفيذ الاقتراح الافريقي لحل المشكلة مع اثيوبيا، مشيراً الى أن بلاده على استعداد للتعاون مع المنظمة لتنفيذ بنود كل الاقتراحات. وعلى صعيد جبهات القتال خاصة في قطاع مرب ستيت الذي يضم منطقة بادمي المتنازع عليها بين الطرفين، حيث كان يدور قتال عنيف حتى يوم الأول من أمس وسط تكتم شديد من الطرفين. وأكدت مصادر مطلعة "ان هدوءا نسبياً مشوباً بالحذر يسود الجبهات الآن بما في ذلك الجبهة المذكورة. وكانت وسائل الاعلام الاريترية اعلنت الأول من أمس على لسان مسؤولين رسميين ان طائرات ميج 21 اثيوبية قصفت مدينة شمبكو داخل الأراضي والتي تبعد نحو 40 كيلومتراً من بادمي وأكدت ان القصف أدى الى وفاة شخص واحد وجرح آخرين بينهم أطفال الى جانب احتراق 150 منزلاً.