وجه رئيس الوزراء الايطالي ماسيمو داليما نداء الى الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش، داعياً إياه الى "سماع صوت العقل" ووقف أعمال الإبادة والتطهير العرقي في كوسوفو. ولكن داليما دعا في الوقت نفسه الى العودة الى المفاو ضات لأن "العمل العسكري وحده لا يقود الى السلام" وذلك في اشارة الى العمليات الاطلسية. وتزامن كلام داليما مع وصول الوفد الروسي غير الرسمي الذي يحاول اطلاق وساطة، الى روما أمس ولقاء الوفد الذي يضم رئيس الوزراء السابق ايغور غايدار، بوزير الخارجية الايطالي لامبرتو ديني. ووصفت مصادر الخارجية الايطالية لپ"الحياة" الأفكار التي يحملها الوفد الروسي بأنها توفر مجالات جديدة لانتشار قوات دولية في كوسوفو دون ان تكون هذه القوات بالضرورة تحت إمرة حلف الاطلسي. ورأى مراقبون ان المبادرة التي يحملها الوفد الرسمي مطابقة لتلك التي سيحملها رئيس الوزراء الروسي يفغيني بريماكوف الى بلغراد. وتردد في روما ان المبادرة تحظى بموافقة فرنسية. وفي غضون ذلك، واجه داليما مزيداً من الضغوط في ما يتعلق بموقف حكومته من الضربات الأطلسية ضد يوغوسلافيا. وانضمت جماعة الخضر التي تشارك في الائتلاف الحاكم الى الحزب الشيوعي الايطالي بالتهديد بالانسحاب من الائتلاف الحكومي في مواجهة مشاركة ايطاليا بالحرب، واذا لم تتوقف الغارات الجوية على صربيا، كما اتسعت دائرة المعارضة في صفوف حزب اليسار الديموقراطي الذي يقود الائتلاف الحكومي. لكن القائد العام للقوات المسلحة الايطالية أعلن أن الطائرات الحربية الايطالية لا تشارك في الحرب بل تتولى الدفاع عن سلامة الأراضي الايطالية، "أقصى ما تصل اليه هو أجواء البحر الادرياتيكي"، غير ان هذه التأكيدات اوجدت استياء لدى الطيارين الايطاليين الذين اعتبروا ان عدم مشاركتهم تعكس تصنيفهم بأنهم من "درجة ثانية". واكد زعيم الحزب الشيوعي الايطالي ارماندو كوسوتا ان استقالات وزيريه المشاركين بالحكومة جاهزة. إلا ان وزير العدل الشيوعي اوليفيرو ديليبيرتو اعترف بأن سقوط حكومة داليما "لن يوقف القصف على صربيا". نازحون على صعيد آخر، وصلت طلائع النازحين من اقليم كوسوفو الى ايطاليا حيث استقبلتهم قوى الأمن والشرطة وخفر السواحل. واكدت وزيرة الداخلية الايطالية روزا روسو يورفلينو استجابتها لمطالب تيرانا إرسال الخيم والمواد الغذائية والأدوية والحافلات لنقل الآلاف من الألبان الذين فروا الى البانيا من كوسوفو، كما أعلنت السلطات الايطالية حال الطوارئ لاستقبال ما لا يقل عن 20 ألف نازح. أما تصريحات زعيم المعارضة الايطالية سيلفيو بيرلوسكوني التي أطلقها أمس وأبدى فيها تأييده لغارات الأطلسي لإيقاف "المجزرة الدموية التي يشنها الصرب على شعب كوسوفو" فاعتبرت موقفاً مسانداً لحكومة داليما في سعيها لإيقاف المذابح. وتحولت المناطق المشرفة على قاعدة افيانو العسكرية التابعة للحلف الاطلسي الى "منطقة سياحية" حيث يتجمهر المئات من الايطاليين والاجانب على الاسوار المطلة على القاعدة لرؤية حركة الطائرات العسكرية وهي تقلع في عملياتها الحربية.