هدد زعيم الحزب الشيوعي الايطالي ارماندو كوسوتا بفرط التحالف الذي يقود السلطة في البلاد وذلك بالانسحاب من حكومة ماسيمو داليما، في حال مشاركة القوات المسلحة الايطالية في الحرب التي يقودها حلف شمال الاطلسي ضد يوغوسلافيا. وأكد كوسوتا الذي يشارك حزبه في الائتلاف الحاكم بحقيبتين وزاريتين، ان اصوات كتلته البرلمانية 21 برلمانيا ستنضم الى القوى الاخرى احتجاجاً على استخدام الأراضي الايطالية من قبل قوات التحالف الاطلسي في حربها العدوانية ضد يوغوسلافيا. وحول النتائج المترتبة على الانسحاب من التحالف الحالي، وموقف القوى اليمينية قطب الحرية في عملية المناقشة البرلمانية وعملية التصويت التي تجري اليوم الجمعة، اكد كوسوتا لپ"الحياة" انه "مدرك تماماً بأن حجب الثقة عنها لن يسقطها لوجود اصوات لجماعة فرانشسكو كوسيغا رئيس الجمهورية السابق وقوى اليمين الاخرى، الا ان قوى اليسار والرابطة الشمالية وجماعات الخضر وحزب اعادة التأسيس الشيوعي ستخوض معركة كي لا تتحول الأرض اليوغوسلافية الى فيتنام اخرى". وحمل كوسوتا على الولاياتالمتحدة وقال ان "كلينتون يريد مواصلة لعب دور الشرطي في العالم ولمواصلة التدخل الهادف الى فرض هيمنة الاميركيين الكاملة على كل مناطق العالم وتصفية كل وجود غير مرغوب فيه". وقال ان هذا التدخل غير مشروع وان اي لجوء الى استخدام القوة العسكرية في محاولة الالتفاف حول مجلس الأمن، ليس مقبولاً، ويعد انتهاكاً فاضحاً لميثاق الاممالمتحدة. وتساءل كوسوتا في ختام حديثه عن السبب في تدخل حلف شمال الاطلسي في حل مشاكل الألبان في كوسوفو، وعدم تدخله منذ عشرات السنين لحل مشكلة الشعب الكردي والشعب الفلسطيني، اذ يتعرض الشعبان لانتهاكات خارقة وفاضحة من قبل الاسرائيليين والأتراك. وسادت أوساط الرأي العام الايطالي وخصوصاً في المناطق الجنوبية من البلاد استياءات ومخاوف كبيرة من مغبة استخدام الأراضي الايطالية من قبل حلف شمال الاطلسي لضرب المدن اليوغوسلافية حيث تتواجد القواعد العسكرية للحلف والتي يقدر عددها بپ20 قاعدة. وشهدت روما امس تظاهرة احتجاجية امام السفارة الاميركية نظمتها قوى اليسار الايطالي، وكان على رأسها زعيم حزب اعادة التأسيس الشيوعي وعدد كبير من البرلمانيين اليساريين والمثقفين الايطاليين، تنديداً بالغارات الجوية التي تشنها طائرات التحالف في مناطق واسعة من يوغوسلافيا. ورفع المتظاهرون لافتات تندد بپ"شرطي العالم الرئيس الاميركي بيل كلينتون" وتطالب بوقف الحرب، واسقاط حكومة ماسيمو داليما. من جهة اخرى، طالب زعيم المعارضة اليمينية سيلفيو بيرلوسكوني بضرورة سقوط حكومة داليما لعدم تمتعها بالنصاب الكامل، وبالتالي حل البرلمان والشروع بانتخابات برلمانية جديدة. وفي ما يتعلق بتصويت قوى اليمين الى جانب المشاركة الايطالية في العمليات الحربية بيوغوسلافيا، أكد بيرلوسكوني ان "مثل هذا الامر سيعلن في اللحظة المناسبة".