بدأ امس وزراء نفط منظمة الدول المنتجة للنفط أوبك الوصول الى فيينا لحضور اجتماع المنظمة الذي سيبدأ غداً ويتوقع ان يصادق على "خطة لاهاي" لخفض انتاج الدول المنتجة من داخل "اوبك" وخارجها بما يزيد على مليوني برميل يومياً. ويأتي اجتماع "اوبك" بعد أقل من اسبوعين من اجتماع لاهاي الذي قادته السعودية وشارك فيه وزراء نفط فنزويلا والجزائر وايران والمكسيك، والذي قرر خفض الانتاج بنحو 2.029 مليون برميل يومياً على ان يبدأ الخفض من الاول من الشهر المقبل. ورحبت صناعة النفط الدولية واسواق النفط العالمية خلال الاسبوع الماضي بخطة لاهاي لخفض الانتاج واعتبرتها بداية للخروج من الانهيار الذي شهدته الاسعار خلال العام الماضي والفترة الاولى من السنة الجارية والتي وصلت الى مستويات متدنية لم تسجلها منذ نحو 25 عاماً. وعلى رغم أهمية اجتماع "أوبك" غداً، الا ان الاسواق تعتبر مصادقة وزراء "اوبك" على الخفوضات بمثابة "أمر واقع"، اذ ليس من المتوقع ان يخرج بأي قرارات جديدة، باستثناء المصادقة رسمياً على خطة لاهاي وتثبيت الخفوضات التي نشرت تفاصيلها وتقودها السعودية بنحو 585 الف برميل يومياً وتحديد فترة العمل بها. وتتوقع مصادر صناعة النفط الدولية ان يوافق وزراء "اوبك" على العمل بالخفوضات الجديدة لمدة سنة كاملة. ومن المتوقع ان تكرر دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تأييدها لخطة لاهاي وهو ما اعربت عنه اول من أمس في اجتماع عقده وزراء نفط السعودية والكويت والامارات وقطر وعُمان في أبو ظبي. وستضاف هذه الخفوضات الجديدة الى خفوضات سابقة مقدارها 3.1 مليون برميل يومياً اقرتها "أوبك" في وقت سابق من العام الماضي. ويبدو ان اسواق النفط مقتنعة بجدية دول "اوبك" خفض الانتاج والتزام الخفوضات، اذ بدأت اسعار النفط ترتفع خلال الاسبوعين الماضيين ليسجل خام القياس البريطاني "برنت" نحو 13.46 دولار للبرميل للعقود الآجلة تسليم أيار مايو مقابل نحو عشرة دولارات في منتصف الشهر الماضي. وافادت وكالة الانباء العراقية أمس أ ف ب ان وزير النفط العراقي عامر رشيد غادر بغداد اول من أمس متوجهاً الى فيينا للمشاركة غداً في المؤتمر. ونقلت الوكالة عن رشيد قوله ان العراق "سيؤكد موقفه الداعي الى ضرورة اتخاذ اجراءات فعالة تحقق الاستقرار في السوق النفطية وتوقف التدهور الذي شهدته السوق". وقال مسؤول ايراني رفيع أمس ان بلاده لا ترى اي عقبات في الدقائق الاخيرة تحول دون توصل "أوبك" الى اتفاق جديد لخفض المعروض من النفط العالمي. واضاف المسؤول الذي سيحضر المؤتمر في فيينا لرويترز: "لقد ابرم الاتفاق وليس هناك سوى التضامن"، مشيراً الى ان مدة الاتفاق الجديد لم تتقرر بعد لكن من المرجح ان تستمر على الاقل سنة. وذكر وزير النفط الكويتي الشيخ سعود ناصر الصباح أمس رويترز ان روسيا لم تخطر "أوبك" رسمياً بمقدار الخفض النفطي الذي تزمع اجراءه، لكن المنظمة تأمل بأن تقلل موسكو صادراتها مئة الف برميل يومياً. واضاف الوزير للصحافيين: "نحن نتحدث عن مئة الف برميل يومياً لروسيا. هذا في صادرات النفط وليس في مجمل انتاج النفط". وصرح الوزير بذلك قبل سفره الى فيينا لحضور اجتماع "اوبك". ويتوقع محللون نفطيون ان ترتفع اسعار خام "برنت" الى ما بين 15 و17 دولاراً للبرميل بنهاية السنة الجارية في حال موافقة وزراء "اوبك" على خطة لاهاي والتزام الخفوضات.