اقترب سعر خام القياس "برنت" عند بدء التداول في بورصة النفط الدولية في لندن من 13 دولاراً وحقق 12.92 دولار للبرميل ظهر امس في لندن وسط مؤشرات عن اقتراب مجموعة الدول المنتجة من اتخاذ "قرارات اساسية تساعد في تحسن اسعار النفط" كما توقع اكثر من مصدر نفطي خليجي. ووفق متعاملين في البورصة الدولية يساهم بدء دورة الطقس البارد في النصف الشمالي للكرة الارضية في زيادة الطلب على الخام. في الوقت نفسه تحدث وزير النفط في الامارات العربية المتحدة رئيس أوبك عبيد بن سيف الناصري عن امكانات اجراء خفض ثالث في انتاج "أوبك" اذا لم تتحسن أسعار النفط في الاسواق الدولية. وقال الناصري: "ان الاسعار الحالية غير مقبولة بعد ان انخفض سعر الخام الى اقل من 50 في المئة من سعر العامين الماضيين الامر الذي ترك اثاراً واضحة وملموسة على اقتصادات دول اوبك". وشدد الرئيس الحالي لمنظمة "اوبك" في كلمته امام المؤتمر النفطي الرابع عشر لمنطقة آسيا الباسيفيك على "ان الاعضاء سيستمرون في العمل لضمان تدفق ثابت لامدادات النفط والغاز الى آسيا باسعار مناسبة بحيث لا تكون منخفضة جداً حتى لا تؤثر على خطط تطوير قطاع النفط والغاز وتوسيعه أو باهظة جداً حتى لا تثقل كاهل اقتصادات الدول المستهلكة". واشار الى ان دول آسيا والشرق الاقصى تستهلك نحو 25 في المئة من الانتاج الدولي من النفط. وتوقع ان ترتفع النسبة في الربع الاول من القرن المقبل. ولفت الى ان الصادرات من دول "اوبك" الى شرق آسيا ارتفعت من 3.32 مليون برميل يومياً عام 1987 الى 7.59 مليون برميل يومياً عام 1997. وقال للصحافيين في سنغافورة: "اعتقد انها الاسعار اذا بقيت على ما هي عليه الان قد يكون من المحتمل السعي الى مزيد من خفض الانتاج". وتحدث الناصري امام المؤتمر مع استعداد وزراء النفط في السعودية وقطر والكويت و"غيرهم" لاجراء محادثات اليوم تتناول الاوضاع في السوق. ومن المقرر ان تشارك سلطنة عمان غير العضو في "اوبك" في المحادثات. وقدمت الكويت دعوة مفتوحة لاعضاء "اوبك" لحضور المحادثات غير ان الناصري قال انه لن يتمكن من الحضور. لكن احد اعضاء وفد الامارات الى المؤتمر قال: "ان الناصري يعتزم اجراء محادثات ثنائية مع وزير النفط الكويتي في وقت لاحق". وأظهر مسح ل "رويترز" الاسبوع الماضي ان نسبة التزام "أوبك" بالخفوضات التي اجريت في آب اغسطس بلغت 90 في المئة. وقال آل ترونر العضو المنتدب في "آسيا باسيفيك انيرجي كونسالتينغ" ان "وضع سوق النفط غير عادي وفريد". وقدر ان "اوبك" تحتاج الى سحب مليون برميل آخر من السوق خلال الاشهر الستة المقبلة من أجل رفع الاسعار بفارق كبير. وقال: "يجب ان يكونوا واقعيين ويخفضوا الانتاج". ويقول مسؤولون نفطيون يشاركون في مؤتمر سنغافورة "ان المخزون الدولي لايزال كبيراً خصوصاً منتجات النفط مما يمثل ضغطا على تشغيل مصافي النفط". ويُتوقع ان ينخفض الطلب الاسيوي السنة الجارية مقارنة بالعام السابق علماً ان آسيا هي المحرك لنمو الطلب الدولي منذ أعوام وينتظر ان ينتعش قليلا سنة 01999 ويعتقد محللون ان "اوبك" لن تتخذ اجراء حتى يقترب موعد اجتماعها المقبل في فيينا في تشرين الثاني نوفمبر على امل ان تؤدي الخفوضات وفصل الشتاء الى انتعاش الاسعار. في هيوستون استضاف وزير الطاقة الاميركي بيل ريتشاردسون مساء الاثنين الماضي وزراء زائرين لحضور مؤتمر مجلس الطاقة الدولي لكن مسؤولين من السعودية وفنزويلا قالوا انهم لا يعتزمون عقد اي اجتماعات ثلاثية مع المكسيك. ولزم المسؤولون الصمت في شأن اي محادثات محتملة بين الدول الثلاث المنتجة للنفط وسط تكهنات بان مسؤولين كبارا من المكسيك وفنزويلا والسعودية قد يجتمعون لمناقشة مزيد من خفض انتاج النفط لدعم الاسعار الدولية