تسلم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان رسالة من وزير الخارجية الليبي السيد عمر المنتصر اكدت موافقة بلاده، من دون اي شروط، على وضع المواطنين الليبيين المشتبه بتورطهما في تفجير طائرة "بان اميركان" فوق لوكربي بتصرف الأمين العام بحلول السادس من نيسان ابريل المقبل. وذلك بهدف مثولهما امام المحكمة الاسكتلندية في هولندا، استناداً الى الترتيبات المتفق عليها بين الامانة العامة وبين الفريق القانوني الليبي. وأحال انان الرسالة على رئيس مجلس الأمن، فيما بدأت الدائرة القانونية التابعة للأمم المتحدة الاستعدادات لتسلم المواطنين الليبيين الأمين خليفة فحيمة وعبدالباسط علي المقرحي ونقلهما الى هولندا. وتمنت ليبيا صدور قرار عن مجلس الأمن يُسجل ما تم الاتفاق عليه. وأوضح السفير الليبي في الأممالمتحدة ابو زيد دورده "ان هذه رغبتنا وليست شرطاً". ورحب الأمين العام بالرسالة الليبية التي تسلمها من دورده، وقال: "اعتقد بأن الأمر استغرق طويلاً، لكن يبدو اننا اوشكنا على الوصول" الى اغلاق ملف لوكربي. ووجه الشكر الى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ومبعوثه الأمير بندر بن سلطان ورئيس جنوب افريقيا نلسون مانديلا والمستشار القانوني للأمم المتحدة هانز كوريل على "الجهود" التي بُذلت في هذا الشأن. وقال: "احرزنا تقدماً كبيراً وملحوظاً ... امامنا الكثير من المناقشات والاجراءات، لكن لدينا الأسس الكافية للتحرك الى امام والتوصل الى اغلاق هذه الازمة". وسجلت الرسالة الليبية حصيلة ما تم الاتفاق عليه مع كوريل رئيس الفريق القانوني الذي سيوضع المشتبه فيهما تحت تصرفه لنقلهما الى هولندا للمحاكمة بموجب القضاء الاسكتلندي. نقاط التفاهم وأشارت الرسالة ايضاً الى نقاط التفاهم وأبرزها انه في حال الادانة، يقضي المشتبه فيهما العقوبة في سجن في اسكتلندا تحت اشراف الأممالمتحدة ورعاية قنصلية ليبية طبقاً للترتيبات. اما بالنسبة لمسألة العقوبات الدولية المفروضة على ليبيا، فسجلت الرسالة تجميدها لدى وصول المشتبه فيهما الى هولندا ورفعها في غضون 90 يوماً من تاريخ التعليق بعد تقديم الأمين العام تقريره في هذا الشأن الى مجلس الأمن. وأكدت الرسالة ادانتها للارهاب وكل اشكاله، معتبرة ان ليبيا ايضاً هي ضحية من ضحاياه. وأضاف ان طرابلس ستلتزم ما سيصدر عن المحكمة من احكام حتى اذا دين المشتبه فيهما، وستنفذ ما يتعلق بها استناداً الى الاحكام النهائية، بما في ذلك ما يتعلق بالتعويضات. واشنطن وقال المندوب الاميركي في الاممالمتحدة بيتر بيرلي ان "المفتاح يكمن في تسليم الرجلين الى الاممالمتحدة لمحاكمتهما في هولندا بموجب القانون الاسكتلندي ... كنا نبحث عن موعد لكن الاهم هو ان يكون هذا الموعد هو تاريخ التسليم الفعلي". ورحب الناطق باسم الخارجية الاميركية جيمس فولي "بالانباء التي استمعنا اليها من الرئيس مانديلا، ونتوقع تسليم المشتبه بهما في هولندا في السادس من نيسان ابريل أو قبل هذا التاريخ". شكوك ليبية وفي طرابلس أ ف ب، رويترز، اعربت الصحف الليبية امس عن ارتياح متحفظ لاحتمال انتهاء ازمة لوكربي، لكنها مازالت "تشكك في صدق نيات الاطراف الغربية" وكتبت صحيفة "الزحف الاخضر" التي تصدرها اللجان الثورية الليبية انه في مقدار "ما نتطلع الى نجاح هذه الجهود في حل القضية نأمل نجاح هذه الصدقية، لكن من حقنا التوجس خيفة والتشكك في صدق نيات الاطراف الغربية". وأكدت ان قضية "لوكربي في طريقها الى الحل" وان "ذلك مرهون بمدى تجاوب الاطراف الاخرى لمطالبنا العادلة، خصوصاً الضمانات التي ينبغي وجودها لتحقيق ظروف المحاكمة العادلة للمشتبه فيهما والثقة كل الثقة في الاطراف الصديقة الوسيطة ولا احد غيرهم". الى ذلك، اعتبرت صحيفة "الجماهيرية" التطورات الاخيرة انتصاراً، وكتبت "ها هو الشعب الليبي يخرج منتصراً شامخاً من معركة الوجود متحدياً ويحمل التضامن الدولي للمواقف الشجاعة والتي اتخذها وسيتخذها مستقبلاً ولتظل ارادته صلبة لا تلين بعد ان تحطمت كل المؤامرات الدينئة على صخرة تحديه لاكبر الدول قوة وطغياناً". الجامعة تشيد وفي القاهرة اشادت جامعة الدول العربية بموافقة ليبيا على تسليم مواطنيها لمحاكمتهما في هولندا. وقال السفير احمد بن حلمي الأمين العام المساعد للشؤون العربية ان "المرونة الليبية تجاه قضية لوكربي يجب ان تقابل بمرونة من الولاياتالمتحدة وبريطانيا"، معرباً عن امله بأن تستجيب الدولتان لمطالب الدول العربية والاسلامية والافريقية وحركة عدم الانحياز برفع العقوبات عن ليبيا بشكل نهائي فور تسليم المشتبه فيهما. وأشار الى ان قرار مجلس الجامعة العربية الذي صدر الخميس يدعو الدول العربية الى رفع الحصار عن ليبيا فور تسليم المشتبه فيهما كما يدعو الولاياتالمتحدة وبريطانيا الى رفع كل الاجراءات الاحادية الجانب.