اكد الناطق باسم الامين العام للامم المتحدة ان زيارة رئيس جنوب افريقيا نلسون مانديلا الى ليبيا، بعد غد الجمعة، للقاء الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي، تتم "في اطار التنسيق" مع الامين العام كوفي انان "ودعماً لجهوده المستمرة" الرامية لحل ازمة "لوكربي". وأكد ديبلوماسي بريطاني ان "لا مشكلة لنا" مع زيارة مانديلا الى ليبيا "ونحن نتمنى له كل فرصة ممكنة لتحقيق النجاح". وتوقعت الاوساط المطلعة ان يرافق سفير المملكة العربية السعودية لدى واشنطن الأمير بندر بن سلطان الرئيس مانديلا في زيارته لليبيا، علماً بأن الوساطة والمساعي الحميدة المبذولة لحل ازمة "لوكربي" هي وساطة مشتركة لجنوب افريقيا والمملكة العربية السعودية. واعلن الناطق باسم رئيس جنوب افريقيا امس ان مانديلا سيتوقف في ليبيا في طريقه من ستوكهولم عائداً الى بلاده يوم الجمعة 18 الجاري، للتشاور مع العقيد معمر القذافي في مسائل عدة "وبطبيعة الحال، ان مسألة لوكربي احداها". وقال الناطق لمراسل "رويترز" في كيب تاون هاتفياً ان مانديلا والقذافي على "اتصال مستمر" منذ فترة. واكدت مصادر بريطانية ان ما صدر عن لندنوواشنطن من مواقف معلنة ايدت تقنين الجهود في شخص الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، لا تعني ان لهما مشكلة مع استئناف جهود مانديلا وزيارته الى ليبيا. وقالت المصادر "اننا نريد مضاعفة الفرص لتحقيق النجاح" في حل ازمة لوكربي "وبالتالي لا مشكلة لنا مع زيارة الرئيس مانديلا لليبيا اذا ساهمت في تعزيز فرص النجاح". وكان الامين العام بعث الى وزير خارجية ليبيا السيد عمر المنتصر رسالة تضمنت الايضاحات الاضافية للتفاهمات على اجراءات مثول المواطنين الليبيين المشتبه بتورطهما في تفجير طائرة "بان اميركان" فوق لوكربي امام العدالة في محكمة في هولندا بموجب القضاء الاسكتلندي، ومكان قضاء العقوبة في حال ادانتهما، وما يترتب على ذلك من تعليق العقوبات المفروضة على ليبيا من جانب مجلس الامن لدى وصول المواطنين الليبيين الى هولندا. وأكد مندوب ليبيا لدى الاممالمتحدة السفير ابو زيد دورده، الاسبوع الماضي، ان "ليبيا تدرس بجدية ما تسلمته وتعمل على ان تحل هذه القضية بأسرع وقت ممكن بما ينصف ليبيا، اولاً، لأنها الطرف الواقع تحت ظلم العقوبات، وبما يجعلنا نحن والآخرين، خصوصاً أسر الضحايا، نعرف ونتعرف الى حقيقة الحادث". وتريد ليبيا تعهداً من الولاياتالمتحدةوبريطانيا بپ"رفع" العقوبات المفروضة على ليبيا، فيما تقول واشنطنولندن ان القرارات تنص على "تعليق" العقوبات لدى وصول المشتبه فيهما الى هولندا. وحسب مصادر بريطانية، "اوضحت" لندن مواقفها "بصورة واضحة ومباشرة" الى الطرف الليبي بما جعل طرابلس اكثر اطمئناناً للنيات البريطانية بعدم عرقلة رفع العقوبات، بعد ان يقدم الامين العام تقريراً الى مجلس الامن في غضون 90 يوماً من وصول المشتبه بهما الى المحاكمة. لكن ليبيا تخشى ان يكون لدى واشنطن "اجندة خفية" على رغم ما تسلمته طرابلس من شرح واقعي لعملية "تعليق" العقوبات في اطار استحالة اعادة فرضها، نظراً الى ما تطلبته اعادة الفرض من قرار جديد لمجلس الامن لن تلاقي الاصوات الكافية لتبنيها. واستمرت الاجتماعات بين مندوب ليبيا وسفير بريطانيا السير جيرومي غرينستاك في اطار الجهود لحل الازمة بما يؤدي الى غلق ملف لوكربي. واستمر التنسيق مع الطرف السعودي ومع جنوب افريقيا. وحسب المصادر المطلعة فإن التنسيق يتواصل بين جميع المعنيين. وكان العقيد القذافي قال خلال لقاء مع الادباء والكتاب والصحافيين المصريين، اثناء زيارته الى القاهرة: "هناك اقتراحات قد تؤدي الى الحل واصبحت مقبولة عند الطرفين، عند ليبيا والجبهة الغربية".