نشرت "الحياة" في 10/3/1999 مقالاً للسيد وليد النعيمي بعنوان "كيف يرسم صدام حسين صورة العدو شرقاً وغرباً؟" ووردت بعض الأخطاء التاريخية أود تصحيحها خدمة للقراء. 1- ذكر السيد النعيمي بأن المغول احتلوا بغداد خلال الأيام 10 - 20 شباط فبراير من عام 1258 وقتل 100 ألف الى مليون من سكانها. والصحيح ان المغول دخلوا بغداد في 24 كانون الثاني يناير ولم يقتلوا مليوناً من سكانها فنفوس بغداد كانت قليلة فمثلاً كانت نفوس بغداد عام 1905 مئة ألف شخص. 2- وذكر السيد النعيمي ان ابن العلقمي سلم المغول مفتاح بغداد. والصحيح ان ابن العلقمي وهو وزير الخليفة المستعصم بالله جاء الى قصر الخليفة وقال له: "ان هولاكو يعسكر على ضفة نهر جيحون فلماذا لا تنفق من أكياس الذهب لشراء الرماح والسيوف وتجند الناس لمقاومة المغول؟ فقال له الخليفة: "ليحتل هولاكو بغداد ويمنحني قصوري وجواهري". وهنا أدرك ابن العلقمي ان الخليفة رجل جبان وأراد ان ينجو بجلده فتوجه الى هولاكو. وسأله هولاكو لماذا جئتني الى هنا؟ فقال له ابن العلقمي قلت للخليفة ان يجند الناس وينفق من أكياس الذهب بدلاً من التطلع اليها بشراهة، وهنا أمر هولاكو جيشه بالزحف على بغداد فهرب الخليفة بالبلم قارب - وهي كلمة فارسية وتعقبه جند المغول ووجهوا اليه النبال وقبضوا عليه. وأمر هولاكو بأن يسجن الخليفة لمدة ثلاثة أيام من دون طعام ثم اخرجوه من السجن وقدم له هولاكو صحناً من الذهب وقال له: كل. فنظر الخليفة الى هولاكو نظرة استنجاد وقال هولاكو للخليفة: الآن أدركت ان الذهب لا يؤكل. وأمر هولاكو بقطع رأسه. وكان سكان بغداد يعيشون تحت وطأة الظلم لذلك أصبحوا سلبيين وفقدوا شجاعتهم وعشعش الخوف في نفوس العراقيين آنذاك مثل هذه الأيام. فقد كان يوجد في مكان اورزدي باك الحالي في بغداد متحف يدعى "كلة خانة". وكلمة كلة فارسية وتعني رأس وخان يعني متحف أي "متحف الرؤوس". وكان المعارضون يرسلون الى ساحة المتحف ويتم سلخ جلد الوجه ويقطع الرأس ويحنط وتعلق في الاذن اليسرى قطعة معدنية يطلق عليها العراقيون ترجية ويختم عليها اسم الضحية. وكان البغداديون يشعرون بالرعب أثناء مرورهم أمام المتحف وهم يشاهدون الرؤوس المعلقة في السقف وهي مدلاة وتتأرجح ويرددون مع أنفسهم قائلين: "اويلي عليكم يابة". ولا بد أن نذكر ان الذي قتل هولاكو هو مملوك مصري في معركة عين جالوت واسمه قطز فقد كان شجاعاً لم يعش في مجتمع ظالم. الرياض - عدنان الرشيد أستاذ الأدب الألماني في جامعة الملك سعود سابقاً