أفضت المباحثات المكثفة التي اجرتها الرئاسة والمفوضية الأوروبيتان الى الاتفاق على آلية عاجلة لتجاوز الحال الاستثنائية التي نجمت عن الاستقالة الجماعية لاعضاء المفوضية. وكان المستشار الألماني غيرهارد شرودر، الذي يبدو متلهفا لاستثمار الشعور القوي بانتصار القيم الديموقراطية في المؤسسة الأوروبية عقب استقالة المفوضية، استكمل محادثاته مع دول الاتحاد. وكشفت المحادثات وجود اجماع على تقديم ملف تشكيل المفوضية الجديدة على غيره من الملفات. وفي هذه الاثناء اعلنت المفوضية الأوروبية انها ستدير العمل حتى ذلك الوقت مع تقليص فعالياتها الى اقصى حد . وقالت مصادر ديبلوماسية هولندية لپ"الحياة" ان رئيس الوزراء الهولندي فيم كوك ابلغ شركاءه الأوروبيين "انه يفضل ان تخصص القمة الأوروبية في 24 الشهر الجاري للبحث في اسس انتقاء المفوضين فقط، على ان تعقبها بعد اسبوع قمة استثنائية للتوافق على رئيس جديد". وتتتجه العواصم الأوروبية حيث تدير الحكومات تحالفات اشتراكية في الغالب، الى اضفاء طابع اكثر انسجاماً مع سياساتها. وكانت مصادر في بون المحت الى ان الرئاسة الألمانية، مدعومة من قبل بعض الدول ، عبرت عن رغبتها في ارساء تقليد جديد في انتخاب المفوضين يلغي التقليد السابق الذي يستقطب زعماء سياسيين او قادة الكتل السياسية او الوزراء السابقين للدخول فيها، لتحل محله قاعدة الاستعانة بالخبرات الادارية والتكنوقراطية المشهود لها بالنزاهة السياسية. وقدر الخبراء السياسيون ان 7 من المفوضين السابقين سيكونون مقبولين في التركيبة الجديدة وهم: الفرنسي ايف ثيبو دي سيليغي والنمسوي فرانس فيشلير والبلجيكي كارل فيلت ، اضافة الى البريطانيين السير ليون بريتان ونيل كينوك والاسباني مارسيلينيو اورييخا. كما يتوقع ان تتمثل ايطاليا بفوض واحد هو ايما بونينو وينسحب مواطنها ليفسح في المجال امام رومانو برودي للدخول الى المفوضية رئيسا لها. وفي لاهاي، ابلغ رئيس الوزراء الهولندي البرلمان انه سعى الى اقناع الرئيس الفرنسي جاك شيراك الى سحب المفوضة الفرنسية اديت كريسون من منصبها بعدما طالتها مباشرة اتهامات الفساد التي اطاحت المفوضية. لكن شيراك رفض الفكرة لاعتبارات سياسية داخلية كونها محسوبة على المعسكر الاشتراكي الذي يقوده رئيس الوزراء ليونيل جوسبان.