يصل مساء اليوم الى باريس رئيس الحكومة المغربي السيد عبدالرحمن اليوسفي في زيارة رسمية لفرنسا يلتقي خلالها الرئيس جاك شيراك ورئيس الحكومة ليونيل جوسبان ووزير الخارجية هوبير فيدرين ورئيس الجمعية الوطنية البرلمان لوران فابيوس. وقالت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية آن غازو سوكريه ل "الحياة" ان الزيارة تدخل في اطار الاجتماعات الدورية السنوية التي تنعقد على مستوى رئيسي الحكومة في الدولتين. وهو الاجتماع الدوري الثاني بين جوسبان واليوسفي. لكنها لاحظت ان اهمية الزيارة تكمن ايضا في انها الزيارة الرسمية الاولى التي يقوم بها اليوسفي لباريس منذ توليه منصبه. وقالت ان كل المواضيع التي تتعلق بالتعاون بين فرنسا والمغرب ستكون موضع بحث. واوضحت ان اليوسفي سيرأس وفداً وزارياً كبيراً يضم وزير الخارجية عبداللطيف الفيلالي ووزير الاقتصاد والمال فتح الله ولعلو ووزير الصناعة والتجارة علامي تازي ووزير التربية والتعليم العالي نجيب زروالي ووزير العمل خالد اللواء والوزير المفوض لدى رئيس الوزراء احمد لحليمي. وقالت مصادر فرنسية مطلعة ل "الحياة" ان الجانب المغربي يتمنى زيادة المساعدات الفرنسية للرباط ويتمنى ان تُناقش الترتيبات المتعلقة بهذه المساعدات خلال اجتماعات الوفد المغربي مع المسؤولين الفرنسيين. ورأت المصادر ان هذا اللقاء الحكومي الرفيع سيكون مناسبة للجانب الفرنسي ليقدم دعماً سياسياً لجهود المغرب في الاصلاحات التي يقوم، بها وتأكيد تضامن فرنسا معه. وقالت ان هدف الجانب الفرنسي من خلال "اللقاء تقديم رسالة دعم وتضامن للحكومة المغربية وجهودها في سياسة الاصلاحات". ومن المتوقع أن يبدأ اليوسفي زيارته الرسمية بلقاء مع الرئيس شيراك ظهر الخميس على ان يجتمع مع جوسبان في مقر رئاسة الحكومة غداً وبعد غد. وسيعقد جوسبان واليوسفي مؤتمراً صحافياً بعد اجتماعهما الثاني. وتوقعت المصادر الفرنسية ان يتطرق الجانبان الى المواضيع الدولية والاقليمية ومن بينها قضية الصحراء الغربية، التي يعرض اليوسفي وجهة نظر بلاده منها والاستعدادات لاجراء استفتاء تقرير المصير. وقالت المصادر ذاتها ان الجانب الفرنسي سيطرح على المغاربة موضوع التعاون مع الاتحاد الاوروبي وسيطلب منهم ان يعزّزوا اهتمامهم ليس فقط بالعلاقات الثنائية مع الاتحاد الاوروبي ولكن ايضا بمسار برشلونة والمنتدى المتوسطي. واضافت ان الجانب الفرنسي "يتمنى لو يبدي المغرب نشاطاً أكبر في هذين الاطارين". واشارت الى ان المغرب يرى ان الأموال المتوافرة في اطار صندوق "ميدا" المتوسطي غير كافية ويتمنى دعماً فرنسياً في هذا الاطار لكي تعطي المفوضية الاوروبية اعتباراً أكبر لاحتياجاته المالية. وستحتل الملفات الاقتصادية والمالية جزءاً مهماً من المحادثات. اذ يتوقع الجانب المغربي من فرنسا العمل على تخفيف عبء الدين المغربي الخارجي، او حتى العمل على الغائها. ومعروف ان وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين قال خلال زيارته الاخيرة للمغرب ان فرنسا ساهمت منذ 1996 في اطر متعددة في تخفيض عبء خمسة بلايين فرنك من اصل 25 بليون هي قيمة الدين المغربي الى فرنسا، مما جعل الدين المغربي لفرنسا ينخفض الى حوالي 20 بليوناً. وترى مصادر فرنسية ان من الصعب جداً لباريس الغاء الدين المغربي لفرنسا. ولكنها توقعت ان تقوم باريس بجهود كبيرة لمساعدة المغرب على هذا الصعيد. ومن المتوقع ان يختتم اليوسفي زيارته لفرنسا بحضور ندوة جمعية الصداقة الفرنسية - المغربية التي سيفتتحها رئيس الجمعية الوطنية لوران فابيوس ورئيس غرفة الممثلين المغاربة عبدالوهاب رادي والوزير المغربي احمد لحليمي.