تواصلت أمس حرب البيانات والاتهامات المتبادلة بين اثيوبيا واريتريا في نزاعهما الحدودي الذي بدأ في أيار مايو الماضي وتحول الى حرب تصاعدت حدتها في شباط فبراير الماضي. وأصدرت الناطقة باسم الحكومة الاثيوبية سولومي تاديسي بياناً جددت فيه موقف بلادها من خطة السلام التي عرضتها منظمة الوحدة الافريقية لحل النزاع الحدودي الاثيوبي - الاريتري، موضحة انه "لا يمكن لحكومة أسمرا أن تغير في بنود الخطة الافريقية بالقوة". وأضافت ان "اثيوبيا تكرر طلبها من المجتمع الدولي بأن يستوعب خطورة ما قامت به اريتريا من عدوان ضد اثيوبيا، وضرورة الأخذ في الاعتبار ان اللامبالاة ازاء موقف حكومة أسمرا ستكون عواقبه وخيمه على الأمن في منطقة القرن الافريقي". وقالت ان رغبة اريتريا في حل الأزمة الحدودية سلمياً "غير صادقة". وزادت "ان على اريتريا ان تثبت صدق نياتها في قبول الاقتراحات الافريقية بالانسحاب فوراً من جميع المناطق الاثيوبية التي احتلها منذ أيار مايو الماضي من دون شرط مسبق وإعادتها للادارة التي كانت عليها قبل السادس من أيار والاعتراف بالمسؤولية الكاملة على الخسائر البشرية والمادية التي نتجت إثر الاحتلال الاريتري". وفي أسمرا، اعتبرت وزارة الخارجية الاريترية في بيان أمس ان مطالبة اديس ابابا الحكومة الاريترية بسحب قواتها من جانب واحد طلب "سخيف" وخرق لخطة السلام التي عرضتها منظمة الوحدة الافريقية لتسوية النزاع الحدودي. وكانت اريتريا اعلنت أول من أمس استعدادها الالتزام ب "وقف النار ووقف الأعمال الحربية فوراً" على طول الحدود مع اثيوبيا، والانسحاب من "كل المناطق المتنازع عليها ... ضمن نزع السلاح في المنطقة الحدودية" الواردة في خطة السلام التي عرضتها المنظمة الافريقية. وتتضمن الخطة الافريقية 11 بنداً أبرزها وقف النار ونشر مراقبين على الحدود المتنازع عليها وبدء مفاوضات لترسيم الحدود. وعلى الصعيد الميداني، اكد مسؤول اريتري ل "الحياة" امس ان جبهات القتال الرئيسية الثلاث مرب - ستيت تضم بادمي وزال امبسا وشيرارو وجبهة بوري - عصب وجبهة القطاع الاوسط كانت هادئة خلال الايام القليلة الماضية. وفي اديس ابابا، اكدت مصادر قريبة من جبهة زال امبسا ان الجيش الاثيوبي يعزز مواقعه في هذه الجبهة بارسال مزيد من القوات والدبابات والعربات العسكرية التي شوهدت تعبر الى المنطقة منذ بداية الاسبوع. من جهة أخرى، أعلن مكتب برامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في اديس ابابا انه سيقدم معونات تقدر قيمتها بنحو 24 مليون دولار للمشردين بسبب الحرب الحدودية والذين يقدر عددهم بأكثر من 270 ألف شخص. وكشف المكتب ان أكثر من 330 ألف اثيوبي شردوا من منطقة بادمي منذ اندلاع الأزمة الحدودية.