جددت كل من اريتريا واثيوبيا أمس دعوتها إلى حل سلمي للنزاع الحدودي الجاري بينهما منذ أيار مايو الماضي، لكن الجانبين تمسكا بحقهما في المناطق المتنازع عليها، محذرين من أنهما سيستخدمان القوة في حال فشلت الجهود الديبلوماسية. وفيما نفت أسمرا حشد قوات على الحدود مع السودان، أجرى المبعوث الأميركي مستشار الأمن القومي السابق انتوني ليك أمس محادثات في أديس ابابا مع رئيس الوزراء ملس زيناوي ووزير الخارجية سيوم مسفن. وقالت الناطقة الرسمية باسم الحكومة الاثيوبية سولومي تاديسي ل "الحياة" إن ليك لم يأت باقتراحات تختلف عن اقتراحات منظمة الوحدة الافريقية، وان بلادها تؤيد خطة السلام الافريقية التي تنص على انسحاب القوات الاريترية من المناطق المتنازع عليها والتي احتلتها منذ ثمانية أشهر، وتسليمها للإدارة الاثيوبية ونشر قوة سلام ومراقبة خلال ستة أشهر. وأوضحت تاديسي ان اثيوبيا ما زالت متمسكة بالحل السلمي، وانها مستعدة لإعطاء الفرصة الكافية للتوصل إلى صيغة تفاهم مع اريتريا وتجنيب الشعبين وبلات الحرب. وناشدت تاديسي المجتمع الدولي "الضغط على اريتريا وإجبارها على قبول الاقتراحات الافريقية التي لا مفر منها لوضع حد للأزمة" بين أديس ابابا وأسمرا. وأضافت ان بلادها "لن تقف مكتوفة الأيدي في حال واصلت اريتريا رفضها الاقتراحات الافريقية والسعي إلى إفشال كل المبادرات الدولية والاقليمية وترويجها أكاذيب ضد اثيوبيا". وشددت على "ان اثيوبيا ليست عاجزة عن استرداد أراضيها التي نهبت بالغدر، ويمكنها ان تجد وسيلة تتخاطب بها مع قادة اريتريا الذين ما زالوا يمارسون قوانين الغابات". ويتوقع أن يصل ليك غداً إلى أسمرا وسط معلومات في العاصمة الاريترية تؤكد اكتمال استعدادات الطرفين عسكرياً وعزم اثيوبيا على بدء معارك جديدة على ثلاثة محاور استناداً إلى بيان أصدرته الحكومة الاريترية. وتوقعت أسمرا أن تشن اثيوبيا الهجوم في الفترة من منتصف كانون الثاني يناير الجاري ومنتصف شباط فبرار المقبل. ورحبت مصادر اريترية رسمية بزيارة المبعوث ليك، وقالت ل "الحياة" إن الحكومة الاريترية أطلعت المسؤول الأميركي خلال جولاته الماضية على وجهة نظرها كاملة في النزاع. وأكد المصدر مجدداً أن حكومة بلاده تنبذ استخدام القوة وسيلة لتسوية النزاع. وقال "أكدنا في مناسبات عدة أهمية التوصل إلى اتفاق ملزم في شأن وقف كل أشكال العداء بين البلدين، بما في ذلك فرض حظر شامل على الضربات الجوية، وأن بلاده تدرك ان الحرب لا تحل النزاع، ولكن إذا ما تعرضت لأي هجوم اثيوبي، فإنها تحتفظ بحقها المشروع في الدفاع عن سيادتها. السودان وكشف المصدر أن لدى حكومته معلومات تؤكد سعي الحكومة السودانية للتورط في النزاع الجاري بين اريتريا واثيوبيا وذلك بالانحياز للثانية. وقال إن تصريحات الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية الفريق عبدالرحمن سر الختم التي أشار فيها أول من أمس إلى وجود حشود اريترية على الحدود مع السودان هي غير صحيحة، لأن ما يجري على الحدود الشرقية أمر يخص الحكومة السودانية ومعارضيها ولا علاقة لاريتريا به. وأضاف ان تصريحات المسؤول السوداني تجيء في إطار خدمة الأهداف الاثيوبية الرامية إلى تصعيد التوتر في المنطقة كلها.