قبل أقل من أسبوعين من موعد الزيارة المقررة لوفد الإتحاد الآسيوي لكرة القدم الى لبنان، والمتعلقة بتفقد تطور ورشة العمل في ملعبي صيدا وطرابلس استعداداً لاستضافة نهائيات كأس الأمم الآسيوية ال12 سنة 2000، وفي ضوء المستجدات "السلبية" الأخيرة التي تسرّع في انتقال الإستضافة الى الصين، ناشد الاتحاد اللبناني للعبة رئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس الحكومة الدكتور سليم الحص ووزير التربية والشباب والرياضة محمد يوسف بيضون "حماية الحلم اللبناني التاريخي، وإنقاذ الاستضافة من خلال وقفة أبوية الى جانب الشباب اللبناني في هذه اللحظات الحرجة، بإعادة الأمور الى ما كانت عليه وإطلاق ورشة بناء الملعب الدولي في مكانه الأساسي حرم معرض طرابلس الذي تتوافر فيه وحده دون سواه المواصفات والشروط الفنية الدولية المطلوبة". وأعلن الإتحاد اللبناني أمس انه دأب منذ مدة على مواجهة حالات التشاؤم وحملات التشكيك في حرية الإستضافة وسعى بجهود مضنية الى اقناع قيادة الاتحاد الآسيوي بمنح لبنان المزيد من الفرص لتعويض ما فاته على صعيد بناء الملاعب، خصوصاً بعدما بلغ التأخير في مباشرة ذلك حداً مثيراً للقلق. واستعرض الاتحاد اللبناني في بيان اصدره، الصعوبات الاخيرة وحضور مسؤولي الاتحاد الآسيوي على عجل ومقابلتهم الحكومة اللبنانية، والاتفاق النهائي حول اقامة الملعبين والذي ترافق مع تنازل الاتحاد الآسيوي عن شروط ومواصفات كثيرة على صعيد التجهيزات. "ووافقت اللجنة التنفيذية للاتحاد الآسيوي على ذلك لاحقاً خلال اجتماعها الاخير في كوالالمبور بعد مناقشات ساخنة بذل خلالها امين سر الاتحاد اللبناني رهيف علامة عضو اللجنة التنفيذية الآسيوية جهوداً كبيرة إقناعاً لقيادة الاتحاد الآسيوي بجدية لبنان في التعويض عن التأخير كافة". وأضاف البيان "وبعدما استقرت الامور ضمن دائرة الايجابية الكاملة وبمتابعة من الوزير بيضون، ترجمت في طرح تلزيم بناء الملعبين .. عادت الامور فجأة الى نقطة البداية عبر قرار تبديل مكان انشاء ملعب طرابلس وعاد معها تالياً نزف الوقت الى مزيد من التأخير في انجاز الالتزامات اللبنانية". وكشف بيان الاتحاد ان لجنته العليا استنفدت اشكال الذرائع كافة، "خصوصاً ما يتصل منها بتأكيد صدقيته وجديته في الوفاء بما التزم انجازه في ملف الترشيح للاستضافة، وبعدما حاز على الفرص والتسهيلات التي لم يحظ غيره بمثيل لها من قبل". ووصف البيان الوضع الراهن بأن القلق بات يلامس اليأس الحقيقي، وأن "لا رغبة خاصة له اطلاقاً في ان يشاد الملعب في موقع هنا او هناك، ولا يرغب ايضاً في إبداء سوى الرأي الفني بالمواصفات فقط، والإجراء الأخير بتبديل موقع الملعب في طرابلس ينطوي على مخاطر وسلبيات بالغة، في مقدمها تأخير عملية البناء بينما المطلوب انجاز المنشآت في نهاية آذار مارس 2000، فضلاً الى عدم اتصاف الموقع الجديد والمقترح بمواصفات تراعي محدودية الشروط الفنية المطلوبة تبعاً لمحدودية المساحة المقترحة نحو 36 الف متر مربع والتي تسقط كل امكانية لانشاء مواقف للسيارات تتسع لنحو 2500 سيارة نحو 30 الف متر مربع". واعتبر الاتحاد اللبناني ان الاتصالات والمراجعات التي تلقاها اخيراً من جانب عدد كبير من قادة الاتحاد الآسيوي تحمل انتقادات واسعة وتحمّله مسؤولية المماطلة والتسويف وحتى التضليل قياساً على ما اطلع عليه ميدانياً وفد الاتحاد الآسيوي في تشرين الاول اوكتوبر الماضي. وذكر الاتحاد ان الاتحاد الاسيوي متجه الى تعليق زيارة وفده الى لبنان المقررة من 21 الى 23 الحالي، "لعدم جدوى مثل هذه الزيارة وغرضها الاطلاع ومتابعة ورشة بناء الملاعب ولا شيء سوى ذلك". واكد الاتحاد اللبناني على حرصه الشديد على الاحتفاظ بصدقيته وجديته، "ويرى نفسه مدفوعاً بأسف وألم بالغين الى اعادة النظر في استضافة آسيا 2000 بعدما بات تجاهل مخاطر الوقائع والمستجدات ينذر بانعكاسات سلبية تطاول سمعة ادارة كرة القدم اللبنانية ومقدرتها التنظيمية". وبينما ينتظر الوزير بيضون الوفد الآسيوي لمناقشة المستجدات، قرر المجلس البلدي في طرابلس اول من امس بالإجماع رفض فكرة نقل موقع الملعب من باب تسجيل الموقف طبعاً لأن قرار النقل جاء من قبل مجلس الوزراء .. كما ان الخبير الفرنسي تلبير، الذي استشارته الحكومة اللبنانية، أيّد تشييد الملعب في موقعه المقرر بعد دراسة متأنية للخرائط المعدّة. وعلمت "الحياة" امس انه في حال نقلت الإستضافة من لبنان الى الصين، سيصرف الاتحاد النظر عن مشاركة منتخبه، وبالتالي تنتفي الحاجة الحالية الى الاعداد الطويل لأفراده، ومن الافكار التي طرحت اخيراً تفريغهم وإشراكهم كفريق في بطولة الدوري العام المقبلة التي ستكون استثنائية من دون العمل بنظام الصعود والهبوط.