طلب الرئيس الشيشاني أصلان مسخادوف أمس الثلثاء لقاء عاجلاً مع الرئيس الروسي بوريس يلتسن، لاحتواء الأزمة الخطيرة التي نشبت إثر اختطاف ممثل وزارة الداخلية الروسية الجنرال غينادي شبيغون في غروزني. في غضون ذلك، دعا عدد من الساسة في موسكو إلى قصف الأراضي الشيشانية، فيما حذر آخرون من مغبة تجدد الحرب في القوقاز. وكان وزير الداخلية سيرغي شيباشين هدد بفرض حصار على الشيشان، وشن عمليات عسكرية ضد "قواعد الارهابيين"، ما لم يتم الافراج عن الجنرال المخطوف. وأعلن ان مجلس الأمن القومي سيقر في ساعات الخطة النهائية لذلك. إلا أن اجتماعاً للمجلس مقرراً أمس، ارجئ فجأة. وأعلنت وكالة أنباء "ايتار تاس" الرسمية ان الاجتماع سيعقد اليوم لكي يحضره رئيس الحكومة يفغيني بريماكوف الذي عاد من اجازته مساء. ولكن السكرتير الصحافي لرئيس الدولة دميتري ياكوشكين ذكر ان الاجتماع لم يحدد موعده. وقال إن بوريس يلتسن سيتخذ بنفسه القرار بعدما استدعى وزير الداخلية إلى المستشفى للقائه. وتزامن ذلك مع الاعلان عن اصابة مدير الديوان الرئاسي نيكولاي بورديوجا ب "علة في القلب"، وصفها المراقبون بأنها "مرض سياسي" أهم أسبابه تفاقم الخلاف في شأن التعامل مع الملف الشيشاني. واستغرب رئيس البرلمان غينادي سيليزنيوف توزيع وزير الداخلية بيانه الذي تضمن إشارة إلى احتمال استخدام القوة، من دون ان يطلع النواب عليه. وحذر من مخاطر القيام بخطوات متسرعة تزيد الوضع تعقيداً. وأيده رئيس لجنة الشؤون الخارجية فلاديمير لوكين الذي قال إن روسيا لا تملك القوة لتنفيذ الوعيد. ولكن رئيس لجنة الأمن فيكتور ايليوخين رفض "مغازلة الشيشانيين" ودعا إلى "اغلاق الحدود بإحكام" و"إبادة قواعد الارهابيين بقصف جوي". وفي غروزني، صعدت القوى المعارضة لمسخادوف لهجتها، وأكد رئيس مجلس الشورى شامل باسايف ان "السيف يطلب رقبة وزير الداخلية الروسي ستيباشين". وأعلن فدية يقدمها لخاطفي الجنرال، وطلب تسليمع لمحاكمته وإعدامه بسبب مشاركته في الحرب. ولاحتواء الأزمة، دعا مسخادوف إلى "لقاء قمة" مع يلتسن، وطالب بالاستئناف الفوري للمفاوضات السياسية، وتعهد بانجاز التحقيق في قضية الاختطاف، وأعلن عن مكافأة قدرها 200 ألف دولار لمن يقدم معلومات عن مكان احتجاز الجنرال شبيغون. وأشار وكيل النيابة العامة الشيشانية محمد محمدوف إلى ضرورة التعاون بين أجهزة الأمن المحلية والروسية. واستغرب أن يعلن شيباشين عن وجود معلومات في شأن هوية المختطفين ويحجبها عن غروزني، وفي الوقت ذاته يهدد ب "القصف والتجويع" إذا لم يتم الافراج عن شبيغون. واتهم رئيس اتحاد شعوب القوفاز يوسف سوسلاتييكوف البليونير اليهودي بوريس بيريزوفسكي بأنه وراء عملية الاختطاف. وذكر ان بيريزوفسكي الذي اعلن عن اقصائه من منصب سكرتير الكومنولث كان دفع 5،3 مليون دولار كفدية عن ممثل الرئيس الروسي في غروزني فالنتين فلاسوف وقدم مبالغ أخرى إلى خاطفي الرهائن وصارت كلها المصدر الأساسي لتمويل القوى المعارضة للرئيس مسخادوف.