} اخفقت مساعي غروزني لتدويل الصراع القوقازي بدعوة الحلف الاطلسي الى "التوسط". وقال الجنرال نيكولاي بيزبورودوف ل"الحياة" ان قيادة الحلف اتخذت موقفاً "صائباً" برفضها التدخل، فيما اعلن الناطق الرسمي باسم الكرملين ان لقاء الرئيسين اصلان مسخادوف وبوريس يلتسن "يصعب تصوره حالياً، لكنه لم يستبعد احتمال عقده. وجرت معارك عنيفة امس شمال الشيشان أدت، حسب مصادر غروزني، الى قتل مئة جندي روسي. نقلت وكالة "ايتار تاس" الرسمية عن مسؤول رفيع المستوى في مقر الاطلسي في بروكسل قوله ان الحلف لم يستلم نداء رسمياً من مسخادوف. وأضاف ان الاطلسي "قلق على أوضاع المدنيين في منطقة النزاع ويأمل في ان تتفادى روسيا "استخدام القوة بشكل عشوائي وغير متوازن". ولكنه من جهة أخرى شدد على ان الوساطة "ليست من وظائف" الاطلسي، وانه لن يتدخل في احداث القوقاز. وقال عضو لجنة الدفاع في البرلمان الروسي الجنرال بيزبورودوف ل"الحياة" ان جواب الاطلسي "منصف وصحيح". وأضاف ان مسخادوف "لا يحق له" مخاطبة أي طرف دولي لأنه يترأس جمهورية تقع ضمن الاتحاد الروسي. وشدد الجنرال على ان القيادة الفيديرالية اتخذت من جانبها "قراراً صائباً" بالامتناع عن الشروع في عملية برية واسعة النطاق والبقاء عند حدود نهر يتريك ومواصلة الغارات الجوية والقصف المدفعي، وأوضح أن الاشتباكات الجارية "موضعية". ولكن الرئيس الشيشاني ذكر في حديث الى صحيفة "كومير سانت" امس ان معارك ضارية تجري في المناطق الواقعة الى الشمال من يتريك، واضاف ان المنطقة منبسطة ولا توجد فيها تحصينات قوية لكن القوات المهاجمة واجهت "مقاومة عنيفة"، أدت الى عطب 16 دبابة ومدرعة ومصرع 100 عنصر من القوات الروسية وزاد ان الشيشانيين فقدوا 20 مقاتلاً و40 جريحاً بالاضافة الى مصرع 450 مدنياً، وأكد ان روسيا "تشن حرباً شاملة" منتهكة المعاهدة الموقعة بين الطرفين. وعن توقعاته لنتائج الحرب قال انها ستنتهي ب"عار جديد" لموسكو، لكنه ذكر ان باب الحوار ما زال مفتوحاً. وأدلى مسخادوف بهذا التصريح قبل اعلان هيئة الاركان الشيشانية ان معركة دامت ساعتين الليلة الماضية، أدت الى مصرع 200 جندي روسي وتدمير 20 قطعة مدرعة في منطقة شيكوفسكايا. إلا أن وزارة الدفاع الروسية نفت هذه الأنباء واكدت ان قواتها سيطرت على مركز رئيسي لتقاطع السكك الحديد في منطقة تشيرفليو نايا على بعد 25 كيلومتراً الى الشمال من غروزني. واعترفت الوزارة بمصرع اربعة جنود وجرح واحد خلال معارك الليلة الماضية. وبعد صمت طويل قرر الرئيس الروسي ان يعلن رأيه في الاحداث التي تهز بلاده، ونقل عنه سكرتيره الصحافي دميتري ياكوشكين انه يتابع من مقره الريفي ما يجري شمال القوقاز ويدعو الى "مكافحة الارهاب بأقصى قدر من الحزم والسعي لتسوية من جميع الجوانب". ولكن ياكوشكين ذكر ان "من الصعب تصور لقاء مع مسخادوف في القريب العاجل". الا انه اضاف ان هذا اللقاء اذا عقد "يجب ان نعرف بالضبط ما تسعى اليه والنتائج التي ينبغي التوصل اليها". وعلى رغم ان هذه الدعوة الواضحة الى لقاء بشروط مسبقة، فانها في الوقت ذاته تتعارض مع اعلان رئىس الحكومة فلاديمير بوتين عن "نزع" شرعية مسخادوف. ولا يساعد الغموض في المجالين العسكري والسياسي في حل المشاكل الانسانية للشيشانيين داخل الجمهورية وخارجها. فقد ذكرت تقارير صحافية من غروزني ان شوارع العاصمة تخلو من المارة عند حلول المساء ولا تمر فيها الا سيارات اسعاف تنقل المصابين واكثرهم من المدنيين. وأدى وقف ضخ الغاز وقطع التيار الكهربائي في صورة شبه كاملة الى شل الحياة في الجمهورية، وتوقفت المخابز الحكومية عن العمل وتراجع انتاج المخابز الاهلية. وارتفع سعر رغيف الخبز من 3 روبلات الى 7 روبلات. وزاد ذلك من تدفق اللاجئين على جمهورية انغوشيتيا التي قال رئيسها انها "تختنق" بسبب تجمع 133 الف لاجئ فيها. واضاف ان هناك نقصاً شديداً في المواد الغذائية والبطانيات والخيام وشدد على ان المساعدات التي وعدت بها موسكو "ما زالت مجرد مشاريع".