تتوقع مؤسسة التمويل الدولية آي. آي. اف. ان يرتفع صافي رؤوس الأموال المتدفقة الى الشرق الأوسط وافريقيا السنة الجارية بعد تراجع حاد العام الماضي على رغم ان الانتعاش لن يوصل صافي ما سيتدفق من رؤوس أموال الى المنطقة الى قممه السابقة. وفي تقدير المؤسسة، التي تمثل 300 مصرف تجاري دولي ومؤسسات مالية دولية أخرى، وتنشط من واشنطن، ان رؤوس الأموال المتدفقة الى الشرق الأوسط وشمال افريقيا تراجعت من 16 بليون دولار عام 1997 الى ثمانية بلايين دولار العام الماضي. وتتوقع ان تبلغ نحو 12 بليون دولار سنة 1999. وقال عبدالستار أوانس، مدير القسم المولج بشؤون افريقيا/ الشرق الأوسط في مؤسسة التمويل الدولية ل "الحياة": ستشهد سنة 1999 انتعاشاً في تدفق رؤوس الأموال لكن هذا لن يوصلها الى ما كانت عليه عام 1997، بل الى نحو ذلك. وفي تقدير المؤسسة الدولية ان العنصر المهم في الاستثمارات الأجنبية المباشرة في المنطقة تراجع قليلاً فقط عام 1998 الماضي على رغم بطء عمليات التخصيص في بعض الدول خصوصاً في مصر والجزائر. لكن الاستثمارات الكبيرة بناء ثم تشغيل ثم نقل الملكية، في قطاعي توليد الطاقة والطاقة في المنطقة، بالاضافة الى تسريع عمليات التخصيص في دول أخرى مثل المغرب وتونس، كانت كافية لابقاء مستويات الاستثمارات المباشرة عالية. وشدد أوانس على أن مؤسسة التمويل الدولية تتوقع ارتفاع الاستثمارات الأجنبية المباشرة في المنطقة السنة الجارية ما سيكون بمثابة استئناف الاتجاه الى ازدياد هذه الاستثمارات في المدى الطويل. وتوقع ان يحدث تحول في سرعة الاستثمار في أسهم شركات المنطقة بعد نتائج العام الماضي السيئة. ويذكر ان رؤوس الأموال المتدفقة الى الشرق الأوسط وافريقيا تشكل عُشر رؤوس الأموال المخصصة الى الأسواق الناشئة وينتظر ان تستتب السنة الجارية في حدود 140 بليون دولار بعد التراجع الذي لا يستهان به الذي شهده العام الماضي في أعقاب الأزمتين الآسيوية والروسية. والمعلوم ان مؤسسة التمويل الدولية تعتبر جمهورية جنوب افريقيا من دول الشرق الأوسط وافريقيا عندما تحسب نسبة رؤوس الأموال المتدفقة الى هذه المنطقة الكبيرة. لكن استثناء جنوب افريقيا من الحساب لا يغيّر الصورة العامة كثيراً. ويذكر ان من أعضاء مؤسسة التمويل الدولية، وهي مصدر رئيسي من مصادر المعلومات عن تدفق رؤوس الأموال في العالم، 23 مصرفاً تنشط في كل من السعودية والبحرين ومصر والأردن والكويت ولبنان والمغرب وسلطنة عُمان وقطر والامارات العربية المتحدة.