اقسم ولي العهد الأردني الأمير عبدالله بن الحسين امس اليمين الدستورية نائباً للملك امام مجلس الوزراء تنفيذاً لاستحقاق دستوري يقضي بتعيين نائب للملك في حال عدم قدرة الملك على القيام بمهماته الدستورية. وفيما كان الملك حسين يصارع الموت في مستشفى المدينة الطبية، توافد آلاف من المواطنين الى المستشفى ترقباً لآخر الأنباء عن حال الملك. وتناوب افراد العائلة المالكة الخروج بين فترة وأخرى لتحية المواطنين وشكرهم لتعاطفهم مع محنتهم. في الوقت ذاته اعلن الرئيس بيل كلينتون ان واشنطن ستفعل كل ما في امكانها "لدعم وتعزيز" الأردن، بما في ذلك الطلب من الكونغرس اعطاء الأردن في شكل عاجل 300 مليون دولار من المساعدات الاقتصادية التي كانت الادارة الاميركية وعدت بتقديمها على مدى ثلاث سنوات. وكشف كلينتون ان واشنطن ستجري مشاورات مع الدول الصناعية ودول الخليج في شأن "خطوات اخرى لدعم الأردن"، مشدداً على ضمان الاستقرار الاقتصادي في هذا البلد راجع ص 4-5. واستكملت في عمّان امس الاجراءات لاستقبال مئات من الضيوف الذين يتوقع وصولهم الى الأردن في حال وفاة الملك حسين لتقديم التعازي، بمن فيهم أربعون زعيماً وعشرات من رؤساء الوزراء وممثلي الدول. كما استكملت الترتيبات الدستورية لتبوؤ الأمير عبدالله عرش المملكة عند اعلان وفاة الملك الذي ذكر اطباء انه في حال ميؤوس منها. وقالت مصادر رسمية انه في حال اعلان وفاة الملك، سينادى بولي العهد الأمير عبدالله ملكاً للمملكة الأردنية الهاشمية بحسب الدستور، ثم يصدر الملك الجديد مرسوماً بتعيين ولي لعهده، يتوقع ان يكون شقيقه الأمير حمزة 19 سنة. وصرح وزير الاعلام ناصر جودة بأن الأمير عبدالله عين نائباً للملك لتولي كل مهمات الملك بسبب عجز العاهل الأردني الناجم عن المرض، عن أداء مهماته الدستورية. وينص الدستور على انه "يعين النائب او هيئة النيابة بارادة ملكية، وعندما يكون الملك غير قادر على اجراء هذا التعيين يقوم به مجلس الوزراء". وبقي الملك حسين الذي تعطلت اعضاؤه الحيوية باستثناء قلبه تحت اجهزة الانعاش. واستبعدت مصادر رسيمة ان يتم نقله من المستشفى الى منزله للموت فيه اذا تواصل احتضاره واستبعد افراد العائلة المالكة رفع اجهزة التنفس الاصطناعي لتناقض ذلك مع الدين الاسلامي. يذكر ان الملك حسين كان عين نجله البكر الأمير عبدالله ولياً للعهد قبل أقل من اسبوعين، خلفاً لشقيقه الأمير الحسن الذي تولى هذا المنصب على مدى 33 سنة. وأكد الأمير عبدالله في حديث الى "الحياة" نشرته امس انه يتوقع "انتقالاً سلساً وهادئاً" للسلطة في حال وفاة والده. وفي أول يوم بعد توليه نيابة الملك رسمياً بادر الأمير عبدالله الى السلام على المواطنين الذين احتشدوا امام بوابة المدينة الطبية. وكذلك فعلت الملكة نور قرينة العاهل الأردني التي ارتدت ثياب الحداد وشالاً أبيض، والامراء فيصل وعلي وحمزة وهاشم. وخلافاً ليوم اول من امس بدأت الصحف الأردنية بالتعامل صراحة مع احتضار الملك وحملت عناوين مثل "حزن ودموع ودعاء" و"الاردنيون يصلون"، فيما توافد الى عمان مئات من الصحافيين من كل انحاء العالم. وأكد رئيس الوزراء الأردني السابق السيد عبدالكريم الكباريتي ان الأردن اصبح مؤهلاً لاقتحام القرن المقبل بثقة وأمل بعدما سلم الملك حسين الراية لولي عهده نجله الأكبر الأمير عبدالله. وأضاف ان الأمير عبدالله "يمثل رمزاً للوحدة الوطنية" وسيساهم في ترسيخ علاقات الأردن العربية "بأسلوبه الذي يمتاز بالجرأة والصراحة والشفافية". وزاد ان المحنة التي يمر بها العاهل الأردني ومعه افراد العائلة المالكة "وحّدت الأردنيين اكثر من أي وقت مضى، وأكدت تماسكهم في مواجهة التحديات المقبلة". كلينتون في واشنطن أعلن الرئيس كلينتون أمس ان الولاياتالمتحدة "ستفعل كل ما في امكانها لدعم وتعزيز" الأردن في هذا الظرف الصعب، بما في ذلك الطلب من الكونغرس اعطاء الأردن الآن 300 مليون دولار من المساعدات الاقتصادية التي كانت واشنطن وعدت بتقديمها على مدى السنوات الثلاث المقبلة للمساعدة في تنفيذ اتفاق "واي". وستقدم هذه المساعدات على رغم تعطل تطبيق اتفاق "واي" حتى الانتخابات الاسرائيلية في ايار مايو المقبل على الاقل. وذكر كلينتون ان الولاياتالمتحدة ستتشاور مع حلفائها والمجتمع الدولي، بما في ذلك صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، لاطلاق مزيد من الموارد المالية لضمان الاستقرار الاقتصادي في الاردن. وقال في تصريح اذاعه البيت الابيض: "افكاري وصلواتي، بالاضافة الى صلوات الاميركيين، مكرسة في هذا الظرف الصعب لجلالة الملك حسين وعائلته وشعب الأردن". واضاف ان "الولاياتالمتحدة تقف الى جانب الاردن، وهي مصممة على القيام بكل ما في امكانها لدعمه وتعزيزه. وسأطلب الاسبوع المقبل من الكونغرس ان يقدم في شكل عاجل للأردن 300 مليون دولار من المساعدات الثنائية الاضافية الموعودة في اطار اتفاق واي". وجاء في التصريح ان الولاياتالمتحدة ستجري مشاورات مع الدول الصناعية السبع الكبرى ودول الخليج "في شأن خطوات اخرى لدعم الاردن". وأشار كلينتون الى امكان حشد موارد اضافية من قبل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، وزاد ان الولاياتالمتحدة ستدعم "إعادة جدولة اساسية" لديون الاردن عبر نادي باريس. وأوضح ان "هذه المبادرات من قبل المجتمع الدولي، الى جانب المساعدات الثنائية المباشرة من الولاياتالمتحدة، ستوفر موارد كبيرة لدعم الاستقرار والنمو الاقتصاديين للاردن". وأمس بثت الاذاعة الاسرائيلية ان زيارة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الخارجية ارييل شارون التي كانت مقررة لعمان اليوم الغيت بسبب تدهور الحال الصحية للملك حسين. وأضافت ان الزيارة التي كانت مخصصة للقاء ولي العهد الأمير عبدالله ألغيت بناء على طلب السلطات الأردنية.