أكد مسؤول أردني رفيع المستوى أمس، عشية المحادثات التي سيجريها الرئيس بيل كلينتون والملك حسين بعد ظهر اليوم في البيت الأبيض ان عمان لا تسعى الى حوار بين واشنطنوبغداد وأن العاهل الأردني لا يحمل أي مبادرة أو تفكيراً يتعلق "بإعادة تأهيل" الرئيس صدام حسين. وأوضح المسؤول الأردني، الذي طلب عدم ذكر اسمه، ان موضوع الحوار أخذ حجماً أكبر مما كان مقصوداً منه، وأن الفكرة الأردنية تركزت على دعوة الولاياتالمتحدة، في حال تنفيذ العراق قرارات الأممالمتحدة، الى توضيح ما تتوقعه واشنطن من بغداد على غرار ما حصل خلال الاجتماع الشهير قبل حرب الخليج بين وزير الخارجية الأميركي جيمس بيكر ووزير خارجية العراق وقتذاك السيد طارق عزيز، وذلك كي يعرف الجميع الوضع ولا يوجه عندئذ أي لوم الى المجتمع الدولي. وقال المسؤول: "لسنا مستعدين لأن نكون وسطاء وليست لدينا مصلحة في ذلك خصوصاً اننا على خلاف مع القيادة العراقية". وكانت وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت بحثت مع الملك حسين خلال غداء عمل أمس، في العلاقات الثنائية والوضع الاقليمي خصوصاً عملية السلام في الشرق الأوسط. وأكد المسؤول الأردني ان الملك حسين ركز في محادثاته على خطورة استمرار الجمود في عملية السلام وعلى أن غياب التقدم فيها لن يؤثر على المسار الفلسطيني فحسب، بل على المنطقة ككل بما في ذلك المسار الأردني. وقال المسؤول ان عمّان ترى ان الوضع الراهن غير مقبول لأن ذلك سيؤدي الى تدهور خطير في الجو العام وأنه مطلوب من الإدارة الأميركية أن تلعب دوراً "قيادياً في طرح أفكار تساعد في تحريك عملية السلام وتقدمها". وأضاف المسؤول ان جولة الملك حسين العربية قبل مجيئه الى واشنطن، ستسمح له بنقل مواقف مختلف الأطراف الى الإدارة والبحث فيها معها وحضها على القيام بتحرك سريع لانقاذ العملية السلمية. لكنه أوضح ان العاهل الأردني لا يحمل أيضاً مبادرة وان المبادرة يجب أن تأتي من الجانب الأميركي. وقال: "ننتظر الطرف الأميركي ونحضه على لعب دور فاعل. وقد مضى وقت لعب الولاياتالمتحدة دور ناقل الرسائل وجاء وقت تقديم الأفكار المساعدة" علناً. لا مفاجأة كبيرة واستبعد المسؤول الأردني حصول مفاجأة كبيرة في الموقف الأميركي. وتوقع ان يأتي التحرك الأميركي الجديد في اطار إعادة تأكيد المواقف التي باتت علنية والتي تتبناها الولاياتالمتحدة. وأجرى الملك حسين أمس مزيداً من المحادثات مع زعماء الكونغرس واجتمع بزعيم الغالبية في مجلس الشيوخ السيناتور ترنت لوت ورئيس مجلس النواب نيوت غينغريتش. وكان عقد الثلثاء الماضي سلسلة لقاءات مع رؤساء اللجان الخارجية والاعتمادات في مجلسي الشيوخ والنواب. وقال المسؤول ان الملك حسين كان مرتاحاً الى لقاءاته مع اعضاء الكونغرس. وانه يتوقع أن يوافق الكونغرس على تخصيص اعتمادات للسنة المالية 1999 مماثلة للاعتمادات التي خصصت للأردن في السنة 1998 وقيمتها 220 مليون دولار منها 75 مليون دولار مساعدات عسكرية.