قال السيد عبدالكريم الكباريتي، رئيس الوزراء الأردني الأسبق ان العاهل الأردني - بحكمته الشخصية وحنكته السياسية وحسه التاريخي - اتخذ قراراً حاسماً بإعادة ترتيب البيت الهاشمي، ممهداً الطريق لاطلاق عملية "ترتيب البيت الأردني" في المرحلة القادمة. وأضاف في حديث خاص ل "الحياة"، ان قرار الملك حسين إعادة الخلافة على عرشه الى أصولها الدستورية بتعيين نجله الأكبر الأمير عبدالله ولياً للعهد "ضمن الانتقال بثقة وأمل الى عهد المملكة الرابعة". وأوضح ان الملك حسين "أظهر مجدداً قدرة هائلة على استشراف المستقبل واستباق الأحداث من خلال التدخل بجرأة وحزم لمراجعة وتصحيح المسيرة في اللحظات الحاسمة". واعتبر الكباريتي، الذي يشغل حالياً منصب نائب رئيس مجلس الأعيان، ان الأمن والاستقرار الذي ينعم به الأردن اليوم "لم يأت من فراغ، بل هو نتاج قيادة حكيمة وعمل مؤسسي وسنوات من البناء على أسس راسخة، تدعمها شرعية للحكم لا تتوافر لكثير من دول المنطقة والعالم". وأضاف في أول حديث صحافي يجريه منذ استقالة حكومته في آذار مارس 1997، ان أحداً لا يتوقع من أحد أن يملأ الفراغ الذي سيتركه الملك حسين في حال غيابه، رغم الثقة الكبيرة بقدرة الامير عبدالله على مواصلة المسيرة بحزم وثبات. وقال ان ولي العهد الأردني الجديد "قادر على اقتحام القرن المقبل، ولديه كل الامكانات التي تؤهله لأن يكون الرجل القادر على قيادة الأردن في المستقبل". واعتبر ان الأمير عبدالله يمثل رمزاً للوحدة الوطنية وعامل ترسيخ للعلاقات العربية بأسلوبه الذي يمتاز بالجرأة والصراحة. وأكد ان المحنة التي يتعرض لها العاهل الأردني اليوم "وحدت الأردنيين أكثر من أي وقت مضى، وأكدت تماسكهم في مواجهة التحديات القادمة". وأوضح ان الملك حسين "أسس لانطلاقة جديدة من خلال إعادة ترتيب البيت الهاشمي"، وان القرار الملكي "يشكل ضمانة للمستقبل من خلال اجراءات مرتقبة ينتظر ان تشمل مختلف مؤسسات الدولة بهدف تعزيز دورها في خدمة الشعب والوطن". وأشار الى أن الملك حسين كان أكد على ضرورة اجراء "مراجعة شاملة" للمسيرة الوطنية بهدف تصحيحها وتحقيق التنمية المنشودة على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وشدد في السياق نفسه على أن الأمير عبدالله الذي "يتمتع بالثقة الملكية والشرعية الدستورية والتأييد الشعبي، يجسد الجيل الجديد المؤهل والمتحمس الذي يعول عليه الوطن في المستقبل". ولفت الى ان الاجماع العربي والدولي على دعم التغيير في الأردن لجهة انتقال السلطة دستورياً من جيل الى جيل "يمثل دليلاً اضافياً على حجم الرصيد السياسي الذي يتمتع به الأردن في المنطقة والعالم بفضل القيادة الهاشمية". وأكد الكباريتي الى ان الملك حسين "كان، ولا يزال وسيظل صاحب الفضل في بناء هذا الرصيد الكبير، الذي يجب أن يعمل كل أردني بجد وتفان بغية الاضافة اليه لا الانتقاص منه". وأعرب عن قناعته الأكيدة بأن "الأردن والأردنيين سيتجاوزون المحنة التي توحدهم اليوم للانطلاق نحو المستقبل بثقة وأمل".