توقعت مصادر موثوق بها في عمان امس الاعلان رسمياً عن انتقال الولاية على عرش المملكة الهاشمية من الأمير الحسن الى احد ابناء العاهل الأردني الملك حسين في غضون الساعات الپ24 المقبلة. وقالت ان الاعلان سيأتي عبر خطاب يلقيه الملك، يليه الاعلان عن رسالة سيوجهها الأمير الحسن الى الملك، تتضمن تفهمه وقبوله قرار تنحيته عن ولاية العهد، واستمراره في اداء دوره في خدمة الوطن كأحد اعضاء العائلة الهاشمية. وقالت المصادر لپ"الحياة" ان الأمير الحسن سيحصل على "خروج لائق" من منصبه كولي للعهد بناء على رغبة العاهل الأردني الذي التقاه في القصر الملكي اول من أمس. وأشارت الى ان من الطبيعي ان يعرب الملك حسين في خطابه المرتقب عن تقديره الكبير الجهود التي بذلها الأمير الحسن في خدمة المملكة على مدى 33 سنة. وأكدت المصادر ذاتها انه حتى مساء امس لم يعرف هل سيختار الملك نجله البكر الأمير عبدالله 36 سنة ام نجله الأمير حمزة 19 سنة لخلافته على العرش. وقالت ان الملك حسين "لم يعلن بعد خياره النهائي والحاسم في هذا الخصوص". ويتوقع ان يشهد بعض المناصب العليا في الدولة تغييرات في ضوء الترتيبات الجديدة ومتطلبات اجراء مراجعة شاملة للأوضاع في المملكة تحقيقاً للانطلاقة الجديدة التي وعد بها العاهل الأردني. وجاء اعلان العاهل الأردني قراره مراجعة ترتيبات خلافته الأسبوع الماضي بعدما امضى ستة شهور للعلاج في الخارج، كانت بمثابة فرصة نادرة للتفكير بعمق في مستقبل المملكة والعائلة الهاشمية من بعده. اذ ان تلك الاجازة القسرية وفرت له فرصة للمراجعة والتأمل في ضوء متابعته اولاً بأول اداء شقيقه الأصغر ولي عهده طوال فترة غيابه. وذكرت مراجع سياسية ان الملك حسين، الذي ابلغ شقيقه قبل ثلاثة أيام انه قرر تنحيته عن ولاية العهد تمهيداً لاختيار احد ابنائه الخمسة لخلافته لاحظ بعد مغادرته المملكة للاستشفاء في عيادة مايو كلينيك في الولاياتالمتحدة، قلقاً شعبياً واسعاً على مستقبل الأردن بعد اعلانه مرضه بسرطان الغدد اللمفاوية. وفسر مراقبون هذا القلق بأنه يمثل تصويتاً بعدم الثقة بولي العهد وقدرته على ادارة البلاد في غياب الملك، يعكس الحاجة الملحة الى مراجعة شاملة لترتيبات الخلافة، في شكل يعزز الثقة بالمستقبل وبالشعور بالاستقرار، من خلال معاودة ترتيب البيت الأردني. وقال الملك حسين خلال فترة علاجه انه سيعود الى بلاده لطمأنة الاردنيين الى مستقبلهم. كما وجه انتقادات غير مباشرة لأسلوب ولي العهد في ادارة شؤون الدولة. وأشار في مقابلة تلفزيونية هذا الاسبوع الى انه كان على ولي العهد ان يلعب دور الاحتياط للملك، وان ينأى بنفسه عن التدخل في السياسات الحكومية التي يشرف الملك على تنفيذها.