موسيقى الافلام - Music of Jerry Goldsmith موسيقى جيري غولد سميث. - عندما كان جيري غولدسميث في الخامسة عشرة شاهد فيلم الفرد هيتشكوك Spellbound وخرج منه بقرارين: الزواج من بطلة الفيلم انغريد برغمان والتأليف الموسيقي. الامر الاول لم يتحقق لكنه حقق القرار الثاني وانقلب منذ ثلاثة عقود ليصبح واحداً من ابرع كاتبي موسيقي الافلام حالياً. الموسيقى التي استمع اليها في ذلك الفيلم كانت لميكلوش روزا، الذي كان في الاربعينات والخمسينات واحداً من افضل الملحنين ايضاً. موسيقى غولدسميث منسوجة كما لو انها قراءة اخرى للمشاهد التي تمر على الشاشة. ليس الوحيد الذي ينسجها على هذا النحو بالطبع، لكن مهارة غولدسميث هي في عدم التوقف عند لون واحد معين من التلحين السينمائي وتطويع قدراته لتناسب افلاماً من "مولان" الكرتوني الى الدراما القائم على السيرة "باتون"، وصولاً الى اعمال مبكر مثل "حصى الرمال" الحربي 1966 او "كوكب القردة" الخيالي 1967. المجموعة المتوافرة حديثاً تضم تسع اسطوانات لتسعة افلام هي: الى جانب ما تم ذكره: "سري لوس انجليس" 1997، "رودثي" 1993، "الطبيب" 1992، "البيت الروسي" 1990، "الفأل" 1976. وهناك اسطوانة عاشرة تحتوي على اعمال غولد سميث في خمسة افلام خيالية/ علمية هي "ستار ترك" و"غريب"، و"هروب لوغان" و"منطقة الغسق" و"ذاكرة جماعية". ليست كل اعمال غولدسميث رائعة فبعضها في الواقع لا يعدو كونه مصاحبة للفيلم عوض ان يكون شريكاً فيه او قراءة له وهذا ما نلحظه في الموسيقى الموضوعة ل "كوكب القردة" على سبيل المثال. كتاب - "دليل الافلام" - الكاتب: مدحت محفوظ - الناشر: مدحت محفوظ القاهرة - أثار هذا الكتاب ضجة كبيرة في الصحافة المصرية، اذ هاجمه بشراسة عدد كبر من النقاد السينمائيين هناك. بعضهم ذهب الى حد وصف المؤلف بالخيانة وطلب سحب هويته المصرية منه. وفي حين ان المؤلف يحتاج الى النقد، الا ان مسألة وصفه بالخيانة امر آخر. آراء مدحت محفوظ متطرفة جداً كلما لامست فيلماً مصرياً واقعياً، او سياسياً ينتمي الى الفترة الناصرية، الاكثر تطرفاً هو انه في مقابل هذا الهجوم على الافلام المذكورة، لا يجد القارئ في كتابه سوى المدح والحماس الغريب للافلام التي قدمت صورة العربي بازدراء. وفي اكثر من موقع يجد القارئ كلمات تعبّر عن اعجابه الشديد بالدولة الاسرائيلية "المتحضرة" في يقينه ثاني دولة متحضرة بعد الولاياتالمتحدة المحاطة بالاعداء و"برهنت عن شجاعتها في مواجهتهم". الكتاب دليل من الافلام العربية والاجنبية التي يدعي المؤلف انه شاهدها كلها وعددها كما يذكر غلاف الكتاب خمسة آلاف فيلم تماماً على رغم ان زميلاً احصاها فوجدها في حدود ال 4300 فيلم كما قال. هل شاهدها جميعاً فعلاً؟ يكتب المؤلف على نحو يجعل من الصعب الخروج بجواب مؤكد. لكن من يمعن يكتشف ان بعض الافلام المذكورة لا بد ان تكون مترجمة، او انه شاهدها من دون اكتراث، وكتب عنها بلامبالاة. لغة المؤلف تشكل عائقاً يحول دون تحول الاستجابة له. لغة غارقة في استخدام المفردات الاجنبية في الكتابة وترجمتها الى العربية. على القارئ ان يقرأ كتاباً آخر ليفهم المقصود بالاسطر الثلاثة الاولى من استعراض فيلم "بوتش كاسيدي وسندانس كيد" حين يقول المؤلف: "القصة الحقيقية لبوتش كاسيدي وسنداس كيد التي تحطم بشكل ساخر محبب وانساني كل ما يحكى من اساطير فاخرة ! وجديدة بالكامل ! من بطلي العنوان مثالية تماماً لفن السينما !!". وقس على ذلك الكثير جداً من الامثلة، انما تبقى مواقفه السياسية صدمة اخرى. محفوظ يصر على انه لا يترك الفيلم يتحدث عن نفسه مضيفاً رأيه النقدي ضمن مجاله، بل يزيد عليه في مقالات سياسية غير مطلوبة من الناقد اي ناقد اصلاً. في نقده ل "قائمة شيندلر" يقول: "او بكلمة هم صهاينة بأروع ما تحمله كلمة صهيونية من معان كأكبر وانجح حركة علمنة لأي دين في التاريخ والتي لولاها ما كان لليهود شأنهم الحالي او لكانت اسرائيل مجرد دولة دولية دينية اخرى في الشرق الاوسط". مع مثل هذا "الالتزام" لا تهم باقي الاخطاء ولا الحسنات وهناك بعضها اذ كل ما تريد فعله هو رمي الكتاب من يديك. احداث تحية اميركية لبريسون الفرنسي - قبل اسبوع باشر "متحف الفن الحديث" في نيويورك عرض مجموعة افلام المخرج الفرنسي روبير بريسون كاملة، بعدما استقدمها من "سينماتيك اونتاريو" المميز بمجموعة كبيرة جداً من الاعمال المؤرشفة وبكونه واحداً من النوادي والمحافل السينمائية القليلة جداً في العالم التي لا تزال لديها برامج مبهرة تقدمها. وتستمر العروض حتى السابع من شباط فبراير. يصف جان - لوك غودار المخرج بريسون بالقول: "بريسون هو السينما الفرنسية كما ان دوستويفسكي هو الرواية الروسية وموزار هو الموسيقى الالمانية". وهو لا يغالي في هذا الوصف اذ ان المخرج الذي يبلغ من العمر اليوم 97 سنة وضع بصمته الخاصة فوق البصمة الاجتماعية الظاهرة ليحقق اعمالاً رائعة. اسلوبه كاميرا عالقة بأقل التفاصيل الممكنة في الحياة، ومع ذلك غزيرة الملاحظة، وتصوير ذو تشكيل مسرحي غالباً، مع ممثلين هم دائماً هواة مجهولين. الى ذلك لا تعرف افلامه اي ايقاع درامي معهود، ناهيك عن تصاعده. هذا سينمائي يصور كما كان يرسم: مساحة شاسعة من الفضاء يركّب عليه نماذج او موديلات كما يسمي ممثله لتتحرك بلا افعال او نتوءات تشخيصية. ما بين 1943، تاريخ اول افلامه "علاقات عامة" و1983 حين انجز آخر افلامه "المال" لم يحقق بريسون اكثر من ثلاثة عشر فيلماً يعرضها "متحف الفن الحديث" كلها بما فيها "علاقات عامة" الذي لم تتح له فرص عروض تجارية من قبل. ما بين سبيلبرغ ومالك فيلمان حربيان جديدان: انهما "انقاذ الجندي رايان" المعروض حالياً في كل مكان وبنجاح جيد، و"الخيط الأحمر الرفيع" الذي بوشر عرضه في اميركا. وقريباً سيحذو حذو الفيلم الاول في التوجه الى كل ركن من هذا الكوكب. لكن في حين ان الفيلم الاول لديه اسم مخرج واسم نجم ستيفن سبيلبرغ وتوم هانكس يعززان طموحات نجاحه، يجيء "الخيط الاحمر الرفيع" بقائمة من الاسماء غير المضمونة تجارياً. المخرج هو ترنس مالك الذي يعود بعد عشرين سنة من الغياب. في 1973 اخرج فيلمه الاول "بادلاندز" وبعد خمس سنوات انجز "ايام الجنة" ثم اكتفى. ليس لأن الفيلمين كانا يستحقان وقفة لمراجعة ذاتية لقصور فيهما بل واجها اعجاباً نقدياً غير منظور يحظى به مخرجون بقوائم طويلة من الاعمال، بل وجد مالك نفسه غير راغب في تقديم اي فيلم آخر. هكذا وببساطة ولعشرين سنة. خلال حفلة توزيع جوائز "حلقة نقاد نيويورك" أصر سبيلبرغ على حضور مالك. بعث إليه طائرة شركة "دريمووركس" إلى مدينة أوستن تكساس لكي تحضره ولم يكن مالك ليفعل على رغم فوزه بجائزة أفضل مخرج عن "الخيط الأحمر الرفيع". المفارقة هي ان جمعية نقاد نيويورك منحت جائزة أفضل فيلم ل "انقاذ الجندي رايان"، وجائزة أفضل مخرج لمالك، كما لو أنها احتارت بين الاثنين وعمليهما. وإذا كان لا بد من المقارنة، ف "انقاذ الجندي رايان" اتقان لصنعة سينمائية سليمة اللغة ذات وقع مؤثر يحدث كما هو مخطط له. فشله الوحيد هو في الجرعة العاطفية التي تحركه وتؤثر فيه، أما "الخيط الأحمر الرفيع"، الذي يتناول أحداثاً لا تختلف كثيراً من حيث منطلقها عن تلك التي في الفيلم الآخر، فيضيف إلى الانجاز المبهر أبعاداً إنسانية، ذهنية، فلسفية طاغية وعميقة تجعله أهم من فيلم سبيلبرغ.