يشهد النشاط المسرحي هذا العام، عودة للفرق المسرحية وتقديم مجموعة من المسرحيات في الموسم الواحد. وهو نظام يسمح للممثلين بالتعاقد مع أكثر من عرض للفرقة نفسها، ويعتبره المهتمون أسلوباً قديماً إيجابياً، سيعيد النشاط إلى قلب المشهد المسرحي البريطاني. المخرج المعروف تريفور نان يشرف على عرضين جديدين للمسرح القومي: الأول مسرحية "ترويلوس وكريسيدا" لشكسبير. والعرض الثاني موسيقي من تأليف "برنارد برينستاين"، وذلك في آذار مارس ونيسان ابريل على التوالي. كلا العرضين أخرجهما نان بالتعاون مع جون كيرد، وسيؤدي الأدوار فيهما الممثلون نفسهم. ويأتي عرض "ترويلوس وكريسيدا"، كنوع من المنافسة مع فرقة شكسبير المصغرة التي عمل فيها نان سابقاً كمخرج، وقد قدمت العرض نفسه أخيراً. أما عرض فرقة شكسبير المقبل "أنطونيو وكليوباترا"، فهو نوع من الثأر من المسرح القومي، الذي قدم المسرحية ذاتها وتلقى عليها نقداً لاذعاً، كواحد من أسوأ العروض في العام الماضي. كالعادة، لدى فرقة مسرح شكسبير عدد كبير من الممثلين، ممن سينهمكون في أكثر من مسرحية، أبرز هؤلاء الممثلين ألن بيتس، وكان آخر عرض قدمه في لندن قبل عشر سنوات، في دور بينديك في مسرحية "كثير من الجعجعة" لشكسبير. بيتس قدم في موسم الربيع الماضي الدور الرئيسي في "ثيموني أثينا"، وذلك في ستراتفورد أبون فون، مدينة شكسبير. وتعتبر صحيفة الفايننشال تايمز تقديم هذه المسرحية للمرة الأولى منذ الستينيات، بمثابة الرد على انتقادات وجهت للفرقة أخيراً، من كونها تختار أعمال شكسبير الأكثر شهرة وإلفة بين الجمهور لعروضها الضخمة، وتتجاهل البقية. بعض ممثلي الفرقة سيؤدون أدواراً في مسرحيات غير شكسبيرية في آذار المقبل. من هذه، مسرحية "جمع شمل العائلة" للشاعر تي إس إليوت، إخراج أدريان نويل. أما المسرحية الأخرى، فهي "حكايات أوفيد" إخراج تيم سابل، المسرحية معدّة عن كتاب بالعنوان ذاته للشاعر البريطاني الراحل تيد هيوز، وهو ترجمة جديدة للحكايات. من المسرحيات التي ستقدمها فرقة شكسبير في "وست إند" في لندن هذا الشهر، "ريتشارد الثالث"، بطولة روبرت ليندسي. أما مسرحية "ماكبث" التي ستقدم في آذار المقبل، فهي من إخراج جون كرولي، الذي عمل سابقاً مع فرقة شكسبير في أعمال غير شكسبيرية. يؤدي دور ماكبث في المسرحية رافاس سيويل، وهو ممثل غير خبير بمسرح شكسبير. وتؤدي الممثلة المتميزة سالي ديكستر دور الليدي ماكبث. من العروض الجديدة على مسارح الوست إند، الاستعراض الموسيقي "Mamma Mia" الذي سيقدم في نيسان، ويرتكز على أغاني فرقة أبا السويدية، أما المخرج هال برينس فيقدم في الخريف المقبل مسرحية "الآنسة جولي" لستريندبيرغ، ويتوقع أن تؤدي الدور الرئيسي فيها إحدى النجمات البريطانيات الشهيرات. أما شهر كانون الثاني يناير فقد شهد اعادة تقديم مسرحية أوكلاهوما، المسرحية الإستعراضية التي حازت العام الماضي جائزة أحسن عرض بريطاني. وهي عن نص روجرز هامستاين، من اخراج وانتاج تريفور نان لصالح المسرح القومي. من الأعمال التي ستحملها فرقة شكسبير من ستراتفورد باتجاه مسرح الباربيكان بلندن هذا العام: مسرحية "العاصفة"، كذلك، مسرحية "الأسد، الساحرة، وخزانة الثياب" للمخرج أدريان نوبل، و"العين بالعين" للمخرج مايكل بويد. وهناك ثلاث مسرحيات إيرلندية هي "ظلال" للكاتبين بيتس وسينج، "روبرت زاكو" للكاتب برنارد - ماري كوتلز، ومسرحية ريتشارد نيلسون الجديدة "تصبحون على خير أيها الأطفال في كل مكان". ويتضمن النشاط المسرحي لهذا العام نصوصاً عدة روسية، لا يبدو حتى الآن أنها تشتمل على أعمال تشيغوف، الكاتب المسرحي الأكثر رواجاً هنا بين بقية الكتّاب الروس. فرقة آلميدا تقدم حالياً مسرحية "فاسا" لماكسيم غوركي على خشبة ألبري ثياتر، وهي من اخراج هاورد دايفيز. المسرحية الأخرى لغوركي هي "Summer feild"، وتقدمها الفرقة ذاتها أواخر الربيع على الناشيونال ثياتر. من جهة أخرى، بدأ المسرح القومي بتقديم المسرحية التراجيكوميدي "الغابة"، للكاتب الروسي أوستروفسكي. وفيها تصدى المخرج أنتوني بيج لمهمة شاقة، فالنص الذي يقوم على قصة مكيدة تجري أحداثها في الأرياف، في القرن التاسع عشر، هو من النصوص المسرحية الصعبة. يأتي هذا العرض لأستروفسكي في أعقاب مسرحية "العاصفة"، التي قدمتها فرقة ألميدا في الموسم الماضي. تتسم مسارح لندن عادة بحرصها على تقديم تشكيلة منوعة من المسرحيات، تساعد الجمهور على فهم عالم المسرح بتنوعه التاريخي والفني. وتعد أكثر العروض مفاجأة للمهتمين هذا العام، مسرحية "المخدوع" التي ستقدم على خشبة الريفرسايد استوديو. قلة هم الذين يعرفون أن هذه المسرحية كتبها انتروناتي سيينا عام 1532، وانها النص الذي اعتمد عليه شكسبير بعد عقود، في كتابة مسرحيته الشهيرة "الليلة الثانية عشرة".