في إطار مسلسل "الاعترافات" التي تنسبها الصحافة التركية إلى زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان المعتقل في جزيرة بانتظار محاكمته، نقلت صحيفة "صباح" أمس عن الزعيم الكردي قوله إن زوجته السابقة كيساريه يلدرم ضالعة باغتيال رئيس وزراء السويد أولف بالمه عام 1986. وواصلت أنقرة التصعيد مع أثينا بعدما اتهمها المسؤولون الأتراك بدعم "ارهاب" حزب العمال، في حين استهدفت السفارة الإيرانية في هولندا زجاجات حارقة رداً على "مذبحة ارتكبها النظام" في كردستان الإيرانية. راجع ص 7 وقالت مصادر كردية ل "الحياة" إن كيساريه كانت اتهمت بإقامة علاقات مع السلطات التركية، وذكّرت بأن أوجلان وصف مرة زوجته السابقة ب "الأفعى الرقطاء"، وكان على خلاف "ايديولوجي" معها قبل انفصالهما. ولفتت مصادر إلى تشكيك محامي الزعيم الكردي بصحة الاعترافات التي تنقلها عنه الصحف التركية. وكان اولف بالمه اغتيل في ستوكهولم لدى خروجه من إحدى صالات السينما، ولم تعرف هوية القاتل بعد. وثارت بعد الحادث شكوك حول علاقة حزب العمال بالاغتيال، واعتقلت الشرطة السويدية مجموعة من أعضاء الحزب، اطلقوا لعدم توفر أدلة كافية تدينهم. ونفى أوجلان آنذاك أي علاقة له بعملية الاغتيال. وأفادت صحيفة "صباح" ان الزعيم الكردي أبلغ المدعين العامين الأتراك الذين يحققون معه ان "هذا العمل كانت كيساريه ومجموعتها وراءه". وكانت زوجة أوجلان السابقة من أوائل مؤسسي حزب العمال، ونشرت الصحيفة ذاتها قبل سنة اعترافاً لشمدين صاقيق، القائد العسكري السابق للحزب والذي خطفته القوات التركية من شمال العراق بعد خلافه مع أوجلان، يؤكد ان بالمه اغتاله الحزب. معروف ان أوجلان معتقل في سجن جزيرة امرالي في بحر مرمرة منذ 16 شباط فبراير الجاري، بعدما خطفته قوات خاصة تركية من نيروبي إلى اسطنبول. إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء التركي بولند أجاويد أمس ان محامي أوجلان علقوا مهمتهم من دون تقديم أي تبرير. وأضاف ان "كل الاجراءات الضرورية اتخذت لحمايتهم ومنع تظاهرات المجموعات الصغيرة ضدهم". وكان محاميان زارا أوجلان في سجنه الخميس، وفي اليوم التالي أعلن أحدهما، أحمد زتي اولكوغلو، في مؤتمر صحافي في اسطنبول تعليق مهمتهما بسبب خوفهما على حياتهما وتهديدات وجهت إلى أسرتيهما. وقال اولكوغلو إنهما التقيا أوجلان لفترة 20 دقيقة بحضور قاضٍ وجنديين مقنعين. وتابع أجاويد أن المحاميين غادرا بعد وقت قصير ولم يلقيا معاملة سيئة ولم يجدا أي إشارة إلى تعذيب أو ضغط مورس على الزعيم الكردي. وذكر ان المحامي الآخر عثمان بامادميدي الذي اعتقل الجمعة وهو في طريقه إلى المؤتمر الصحافي اطلق، مبرراً توقيفه بوجود قرار مسبق "الغي الآن ولا يوجد أي عائق أمامه المحامي لاستئناف وظيفته". واعتبر اجاويد ان تصرف اليونان حيال مسألة أوجلان الذي قدمت له مأوى في سفارتها في نيروبي، لا يمكن التغاضي عنه، فيما أكد مصدر في الشرطة الهولندية ان سفارة إيران في لاهاي تعرضت ليل الجمعة - السبت إلى اعتداء بزجاجات حارقة. وتبنت مجموعة "الشيوعيين الثوريين في أوروبا" الهجوم رداً على "مذبحة ارتكبها النظام الإيراني في مناطق مهاباد وماريوان وساغيز وكامجارا في ساننداج الكردية" الإيرانية. وأوضحت وكالة الأنباء الهولندية أنها تلقت بياناً من المجموعة يفيد بتبنيها الهجوم الذي لم يسفر عن أضرار جسيمة، إذ أن الزجاجات الحارقة سقطت في حديقة السفارة.