استعادت مفاوضات رامبوييه حول السلام في كوسوفو أمس الاثنين وتيرتها الرتيبة، غداة الصخب الذي أثارته وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت بعد نجاحها في تحقيق نقلة نوعية على صعيد المفاوضات. وعادت مصادر وزارة الخارجية الفرنسية التي تتولى متابعة مفاوضات رامبوييه، للتعبير عمّا يتخلل المفاوضات، بالجمل المقتضبة والمحايدة نفسها. وفي اتصال هاتفي أجرته معه "الحياة"، اكتفى مصدر في وزارة الخارجية الفرنسية بالقول أن الأجواء التي تخيّم على رامبوييه هي "أجواء عمل". وأضاف ان المفاوضات مستمرة "بعيدا عن التوتر" وأن كلاً من الوفدين الألباني والصربي يتعاون بجد مع الوسطاء الدوليين الثلاثة وإنما كل من جانبه، وليس عبر لقاءات مشتركة. وكانت اولبرايت نجحت أول من أمس في جمع الصرب والألبان للمرّة الأولى منذ بدء المفاوضات، فحقّقت بذلك خبطة إعلامية، لا تعكس حسب المراقبين واقع التقدّم الذي تحقّق على صعيد المفاوضات. وهذا بأي حال ما عبّر عنه الرئيس الصربي ميلان ميلوتينوفيتش خلال مؤتمر صحافي عقده في باريس وقال خلاله ان ما قامت به اولبرايت في رامبوييه ليس سوى "فقاقيع هواء". وبالرغم من المساعي والضغوط الدولية المبذولة، أكدّ ميلوتينوفيتش تمسّكه برفض أي إنتشار عسكري دولي في كوسوفو حسبما هو منصوص عليه في خطة السلام المطروحة على التفاوض والتي أعدّتها مجموعة الإتصال. وقال: "نحن لا نعتقد أن هناك ضرورة لمثل هذه القوّة اذا وافق الطرفان على خطة السلام". وكان وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف صرّح عقب جلستي محادثات منفصلتين عقدهما مع كل من الوفدين الالباني والصربي، بأن إنتشار قوة دولية في اقليم كوسوفو غير ممكن بدون موافقة بلغراد. وقال أن "المهم في الوقت الحالي هو التوصل الى حل سياسي" وأن "الدعم الدولي لهذا الحل ينبغي ان يتقرّر بالتشاور مع سلطات البلد المعني" أي جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية. وعبّر ايفانوف عن قناعته بأن جميع المفاوضين من ألبان وصرب "مدركين أهمية الظرف" وأنهم "يعملون بطريقة بنّاءة وسيتوصلون خلال المهلة المحدّدة الى تسوية المسائل التي لا تزال عالقة". وكان وزراء خارجية دول مجموعة الإتصال المانيا وروسيا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا والولايات المتحدة أعلنوا أمس الاول عن تمديد المفاوضات لمدة أسبوع ينتهي عند ظهر 20 شباطفبراير، ودعوا المفاوضين لإستغلال هذه المهلة لتحقيق تسوية سياسية. ومعروف ان البديل الوحيد المطروح لهذه التسوية هو الضربات العسكرية ضد اهداف صربية.