واصل وزيرا الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين والبريطاني روبين كوك في رامبوييه، أمس الخميس، مساعيهما من أجل دفع مفاوضات السلام حول كوسوفو، فيما عملت الولاياتالمتحدة على تصعيد الموقف عبر تهديد وزيرة خارجيتها مادلين اولبرايت مجدداً باستخدام القوة ضد الصرب في حال عدم توصل المفاوضين الالبان والصرب الى نتائج ملموسة، ما أثار ردة فعل سلبية من قبل روسيا. وأكدت أولبرايت في تصريح ادلت به الى القناة الثالثة في التلفزيون الفرنسي، ان واشنطن اتخذت قرارها باستخدام القوة ان لم تحرز مفاوضات رامبوييه أي تقدّم. وقالت إن "ديبلوماسيتنا تستند الى اللجوء الى القوة. واتخذنا قرارنا بهذا الشأن، بناء على احتمالين: الاول مسؤولية الصرب عن فشل المفاوضات وعندها ستتجه الضربات العسكرية نحو أهداف صربية والثاني أو أن تقع المسؤولية على الألبان وعندها سيفقدون الدعم الدولي الذي يحتاجونه لتحقيق اهدافهم". وأشارت اولبرايت الى أن اعتماد الخيار العسكري حيال الالبان "ينطوي على تعقيدات بالنسبة لاختيار الاهداف التي يمكن ضربها، في حين أن هذه الأهداف معروفة بالنسبة الى الصرب". وترافق تصريح اولبرايت مع تصريح مماثل صادر عن وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين، ما أثار استياء بالغا لدى موسكو التي ردّت عبر وزارة خارجيتها بالقول ان التهديد باستخدام القوة ضد بلغراد "غير مقبول" وأن أي لجوء الى القوة ضد دولة ذات سيادة وبمعزل عن قرارات مجلس الامن، "يشكّل مصدر قلق بالنسبة لنا". وبالرغم من هذه الأجواء، خفّف مصدر في وزارة الخارجية الفرنسية من شأن تصريحات اولبرايت وكوهين وقال ل "الحياة" أنها تندرج في اطار الموقف الاميركي. وأشار المصدر الى أن هذه التصريحات وردّة الفعل الروسية عليها، لم تؤثر على الأجواء السائدة داخل مجموعة الاتصال التي تضم في عضويتها كل من الولاياتالمتحدةوروسيا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا والمانيا. وقال إن كوك وفيدرين مستمران في مساعيهما المكثّفة لدى الوفدين الالباني والصربي لحملها على التقدّم نحو اتفاق، وأن المفاوضات حققت تقدّما لكنه صعب، دون الكشف عن المزيد من التفاصيل. وكان فيدرين وكوك عادا أمس الى رامبوييه للمرة الثانية منذ بدء المفاوضات حيث التقيا الوسطاء الثلاثة: الروسي بوريس مايورسكي والاميركي كريستوفر هيل وممثل الاتحاد الاوروبي ولفغانغ بيتريتش. كما عقد الوزيران مجددا اجتماعين منفصلين مع أعضاء الوفد الالباني والصربي في محاولة جديدة للتقريب بين وجهات نظرهما مع اقتراب موعد انتهاء المهلة التي حددتها مجموعة الاتصال للتوصّل الى اتفاق يوم السبت المقبل. والتقى فيدرين وكوك الرئيس الصربي ميلان ميلوتينوفيتش الذي وصل بدوره الى رامبوييه وعقد اجتماع مع الوفد المفاوض الذي يمثّل بلاده. وألغى الوزيران مؤتمراً صحافياً كان ذُكر أنهما سيعقدانه بعد ظهر أمس في رامبوييه. وفضّلا العودة الى باريس لمقابلة نائب رئيس الوزراء اليوغوسلافي فوك دراسكوفيتش. وفيما يبدو الوزيران الفرنسي والبريطاني في سباق مع الوقت من أجل انقاذ المفاوضات حول كوسوفو، قالت اوساط فرنسية مطّلعة ان الولاياتالمتحدة لن تأسف في حال فشل مفاوضات رامبوييه، اذ أن مثل هذا الاحتمال يشكّل انتكاسة للسياسة الخارجية الاوروبية الموحدة، ويعزّز الموقف الذي اعتمدته واشنطن منذ البداية ويقضي بالتعامل مع النزاع بأسلوب القوة العسكرية مع تحريض ضمني لجيش تحرير كوسوفو على التمسّك بمطلب الاستقلال.