عقد الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس الاربعاء إجتماعاً وزارياً مصغّراً شارك فيه عدد من كبار ضباط الجيش الفرنسي وتم خلاله بحث الوضع في كوسوفو، فيما استمرت مفاوضات السلام في رامبوييه حيث يصل اليوم الخميس الرئيس الصربي ميلان ميلوتينوفيتش في ظل ضغوط دولية مكثفة بهدف التوصل الى نتائج ملموسة قبل حلول نهاية الأسبوع الحالي. وضم الاجتماع الوزاري الذي عقد في قصر الاليزيه، رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان ووزيري الدفاع والخارجية الان ريشار وهوبير فيدرين، اضافة الى كبار العسكريين ومنهم رئيس هيئة الاركان الخاصة برئاسة الجمهورية الاميرال جان - لوك دولونيه. ولم يصدر عن الاليزيه أي تعليق على مضمون الاجتماع. لكن مصدراً فرنسياً مطّلعاً قال ل "الحياة" انه تخلل الاجتماع بحث في كيفية تطبيق خطة السلام في كوسوفو في حال اقرارها عبر المفاوضات الدائرة في رامبوييه. وكيفية مواكبة هذا التطبيق بالتعاون مع حلف شمال الاطلسي ومجلس الامن. وذكر المصدر ان المفاوضات التي يتولاها الوسطاء الثلاثة: الروسي بوريس مايورسكي والاميركي كريستوفر هيل وممثل الاتحاد الاوروبي ولفغانغ بتريتش، شهدت تطوراً ايجابياً تمثل بالانتقال الى نقاش فعلي لخطة السلام التي أعدتها مجموعة الاتصال، بعدما كان هذا التعايش اصطدم أول من امس بالشروط المتضاربة الصادرة عن الوفدين الصربي والالباني. ويذكر ان الوفد الصربي كان اشترط على الوفد الالباني وضع توقيعه على عدد من البنود المنصوص عليها في خطة السلام، وخصوصاً ما يتعلّق منها بوحدة أراضي جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية، باعتبار هذا التوقيع ضمانة تؤكد سحب مطلب الاستقلال الذي يحاول جيش تحرير كوسوفو ارفاقه بالخطة. وفي الوقت نفسه، يطالب الالبان بضمانات امنية تنص على توقيع الصرب على وقف اطلاق النار وعلى انتشار فوري لقوات عسكرية دولية في الاقليم. والواضح ان انتقال وزيري الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين والبريطاني روبين كوك الى رامبوييه أول من امس واجتماعهما مع اعضاء الوفدين الالباني والصربي، اتاح وضع هذه الشروط جانباً ودفع المفاوضات نحو صلب خطة السلام المقترحة. كما أسفر لقاء فيدرين وكوك عن أجواء أكثر ايجابية ضمن الوفد الالباني الذي اتسّم بعدم التجانس، بسبب مساعي ممثلي جيش تحرير كوسوفو الخمسة المشاركين في الوفد الى فرض مواقفهم على اعضاء الوفد الآخرين. وأكدّ مصدر في وزارة الخارجية الفرنسية أن أجواء جيّدة تسود المفاوضات نتيجة الضغط الدولي عبر كوك وفيدرين اللذين سيلتقيان مجدداً اليوم الخميس في رامبوييه الوسطاء الثلاثة وميلوتينوفيتش حول مأدبة غداء ثم يعودان لعقد لقائين منفصلين مع كل من الوفد الالباني ثم الصربي. من المرتقب ان تشهد باريس السبت المقبل، اجتماعاً لوزراء خارجية الدول الخمس الاعضاء في مجموعة الاتصال وهي الولاياتالمتحدة وبريطانيا والمانيا وايطاليا اضافة الى فرنسا.