صعّد اليمين الاسرائيلي حملته التحريضية ضد حزب التجمع الوطني الديموقراطي الذي يقود التيار القومي في صفوف العرب داخل الدولة العبرية، اذ دعا الى منع "التجمع" من خوض الانتخابات النيابية للكنيست المقبلة في أيار مايو المقبل. وتبنت الحكومة الاسرائيلية الضجّة الاعلامية التي أثارتها اوساط معسكر اليمين ضد رئيس الحزب الدكتور عزمي بشارة على خلفية الخطاب الذي القاه في المؤتمر السنوي الاول للحزب في الناصرة في نهاية الاسبوع الماضي، ووصف فيه "حزب الله" اللبناني بأنه "تيار وطني تحوّل مع الزمن رمزاً للقومية العربية". ووصف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال الجلسة الاسبوعية للحكومة، التي خُصص جزءاً منها لمناقشة هذه المسألة، أقوال بشارة بأنها "خطيرة للغاية". وقال نتانياهو ان هذه التصريحات "تعكس موقف أقلية ضئيلة ومتطرفة بين العرب في اسرائيل وان الغالبية منهم تكنّ الاخلاص للدولة". وطالب عدد من الوزراء، بينهم ميخائيل ايتان وليمور ليفنات والمستشار القضائي للحكومة الياكيم روبنشتاين، بالتحقيق في ما اذا كانت تصريحات بشارة "تنطوي على التحريض والتشجيع على العنف"، وكذلك بالبحث في ما سمّوه "شرعية خوض القائمة الحزبية التي يترأسها بشارة انتخابات الكنيست بسبب برنامجها الذي يعارض دولة اسرائيل كدولة للشعب اليهودي". وقال ايتان في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية ان تصريحات بشارة خلال المؤتمر الجماهيري الذي عقد في الناصرة في نهاية الاسبوع الماضي "تكيل المديح وعبارات التضامن مع أشرس تنظيم ارهابي ضد دولة اسرائيل". واعلن انه سيتقدم بشكوى الى اللجنة المركزية للانتخابات يطالب فيها بحظر مشاركة التجمع في الانتخابات المقبلة طبقاً للقانون الاسرائيلي "الذي يحظر مشاركة اي حزب تتضمن اهدافه افكاراً تعارض حق الشعب اليهودي في اقامة دولته". واعتبر ايتان ان أقوال بشارة "تعبّر عن تقارب فكري بين حزب الله والتجمع الديموقراطي". وكان بشارة شدد في خطابه على ان المساواة للعرب "غير ممكنة في دولة اليهود". وقال: "لا يمكن فصل الدين عن الدولة في دولة تعرّف نفسها على انها دولة اليهود". واعتبر رئيس التجمع الوطني الديموقراطي دعوات اليمين الاسرائيلي بحرمان الحزب من خوض الانتخابات بأنها "تندرج في اطار معركة اليمين الاسرائيلي الانتخابية لإثارة الرأي العام الاسرائيلي وتحريضه ضد العرب لحسم المعركة الانتخابية لمصلحة اليمين". وقال بشارة في تصريح خاص ل "الحياة": "نحن مصرّون على ان برنامج الحزب الاساسي هو تحويل اسرائيل الى دولة لكل مواطنيها والغاء طابعها الصهيوني، واذا كان هذا سبباً لإخراجنا عن القانون فهذا يعني وضع اسرائيل الديموقراطية خارج القانون ولا يوجد معنى آخر لذلك". واكد ان تصريحات المعسكر اليميني لا تخيف التجمع وانه يردد "ما قاله بالعربية باللغة العبرية لأنه حقيقة واقعة". وكان بشارة قال في كلمته امام مؤتمر الحزب، الذي انتخب مرشحيه لخوض انتخابات الكنيست يومي الجمعة والسبت الماضيين، "ان حزب الله رغم كونه حزباً دينياً الا انه بدأ كتيار وطني لبناني وتحوّل مع الزمن الى رمز للقومية العربية ذاتها عبر استعداده للتضحية، ولأنه علّم اسرائيل درساً ووضعها امام خيارين: إما سلام عادل او لا سلام". واشارت استطلاعات متتالية للرأي العام الى تعزز مكانة حزب التجمع وحصوله على 21 في المئة من الاصوات، الامر الذي يمكّنه من الحصول على ثلاثة مقاعد على الاقل في حال خوضه الانتخابات في صورة مستقلة ومن دون التحالف مع قوائم عربية اخرى. وانتخب مؤتمر حزب التجمع المرشحين الثلاثة الاوائل لانتخابات الكنيست المقبلة فجاؤوا حسب الترتيب الآتي: الدكتور عزمي بشارة والدكتور جمال زحالقة والسيد يوسف العطاونة.