القدس المحتلة - "الحياة" - نفى مسؤول فلسطيني ان يكون الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اتخذ قراراً بتأجيل الاعلان عن قيام الدولة الفلسطينية في الرابع من شهر ايار مايو المقبل بسبب الانتخابات الاسرائيلية العامة المقررة في السابع عشر من الشهر ذاته. وقال منسق شؤون المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية حسن عصفور ان قرار السلطة الفلسطينية بشأن اعلان الدولة "لم يتغير وما زال قائماً". وشدد عصفور على ان يوم الرابع من ايار المقبل "مميز ولن يكون كغيره من الايام… فهو يشكل مرحلة تنطوي على اهمية بالغة". واكد ان "جدول الاعمال الفلسطيني لا يحدده جدول خاص بالانتخابات الاسرائيلية" واشار الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو ذاته وقّع على مذكرة واي ريفر واذا كان اخطأ فهمها فعليه ان يدفع ثمن هذا الخطأ. وقال عصفور: "عندما نوقع على اتفاق، او مذكرة فنحن نعني تنفيذها ولا نعني التوقيع على ملهاة سياسية". ولكن عصفور لم يستبعد بتاتاً حدوث تغيّر في موقف السلطة الفلسطينية عندما قال: "اذا تم تغيير هذا الموعد فلن يكون بهذه الطريقة الساذجة". وزاد ان قمة ثلاثية ستعقد في عمان في غضون الايام القليلة المقبلة في حضور الرئيس الفلسطيني والعاهل الاردني والرئيس المصري ستبحث في تبعات وابعاد الانتخابات الاسرائيلية التي قدم موعد اجرائها الى اواسط ايار المقبل بعد اواخر العام 2000. ونقلت وسائل اعلام غربية في وقت سابق عن مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية قوله ان الرئيس عرفات "مستعد للبحث في ارجاء الاعلان ولكن الثمن يجب ان يكون اعترافاً من الولاياتالمتحدة بدولة فلسطينية". واكد المسؤول الفلسطيني الذي لم يكشف عن اسمه ان عرفات جاد في اعلان الدولة في الرابع من ايار اذا فشل الاسرائيليون في التوصل الى اتفاق معه في حلول هذا الموعد بشأن الوضع النهائي للضفة الغربية وقطاع غزة. لكنه اضاف ان عرفات "يستخدم ايضاً الاعلان كورقة سياسية". وامتنع عرفات منذ بدء المعركة الانتخابية في اسرائيل عن الادلاء بتصريحات تشير الى موعد الاعلان عن الدولة بعد ان كان يؤكد كلما سنحت له الفرصة انه سيعلن عن الدولة فور انتهاء الفترة الانتقالية التي نصت عليها اتفاقات اوسلو والتي من المفترض وفقاً لتلك الاتفاقات، التوصل في نهايتها الى حل للوضع النهائي للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967. ويبحث الرئيس الفلسطيني عن مخرج من معضلة موعد اعلان الدولة في ظل الضغوط الدولية التي يتعرض لها لارجاء هذا الموعد لكي لا يخسر التأييد الدولي للدولة العتيدة من جهة، ولا يساهم في فوز نتانياهو زعيم المعسكر اليميني في اسرائيل من جهة اخرى. ونقل عن مصادر ديبلوماسية غربية قولها ان المخرج المحتمل من هذه الاشكالية والذي يمكن ان يتلافى فيه عرفات فقدان مصدقيته لدى الفلسطينيين، قد يتأتي من خلال اعتراف اميركي وربما اوروبي ايضاً بالدولة الفلسطينية، ضمن صفقة متكاملة يقبل فيها عرفات بتأجيل موعد الاعلان الى تاريخ اقصاه اواخر شهر كانون الاول ديسمبر من العام الجاري. وكشفت مصادر ديبلوماسية غربية عن تحرك اوروبي - اميركي مكثف بهدف التوصل الى "اتفاق فلسطيني - دولي" تتعهد فيه اوروبا واميركا بدعم الفلسطينيين في حق تقرير مصيرهم مقابل موافقة القيادة الفلسطينية على هذا الموعد الجديد. وتتضمن هذه الصفقة ايضاً اعلاناً دولياً عن ضرورة وقف الاستيطان اليهودي في الاراضي الفلسطينية توقفاً كلياً حتى انتهاء مفاوضات الحل النهائي، والبدء فوراً بهذه المفاوضات بعد انتهاء الانتخابات الاسرائيلية على ان تنتهي في موعد اقصاه اواخر العام الجاري اي قبل موعد الاعلان الجديد المقترح، اضافة الى تطبيق اتفاق واي ريفر بحذافيره بما في ذلك تنفيذ الانسحاب الاسرائيلي الثالث من الاراضي الفلسطينية. ويرى محللون سياسيون ان عرفات سيجد من الصعوبة بمكان اقناع الشعب الفلسطيني بجدوى تأجيل الاعلان وفقاً لهذه الاقتراحات خصوصاً وان احتمالات اعادة انتخاب نتانياهو لمنصب رئيس الحكومة ازدادت قوة في الاسبوع الماضي في ضوء نجاح الاخير في لملمة ما تبقى من حزبه حوله وضمان حصوله على تأييد اليمين المتطرف مرة اخرى. ويقول هؤلاء في المقابل ان من شأن خطوات عملية يقوم عرفات بانجازها على الصعيد الداخلي الفلسطيني تسير باتجاه تحقيق اعلان الدولة العتيدة ان تشكل مخرجاً مشرفاً له من المأزق.