غزة، القاهرة - "الحياة"، رويترز - قال الرئيس ياسر عرفات امس ان الفلسطينيين يبحثون في تأجيل اعلان دولة فلسطينية كان مقرراً في الرابع من أيار مايو المقبل. وأبلغ عرفات الصحافيين في غزة رداً على سؤال عما اذا كان قرر التأجيل في ضوء اجراء الانتخابات الاسرائيلية "ان الامر يجري بحثه". لكن مسؤولين فلسطينيين قالوا إنهم يحتفظون بحق اعلان دولة مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة في الرابع من أيار، موعد انتهاء الفترة الانتقالية التي تستمر خمسة اعوام للتفاوض على تسوية دائمة مع اسرائيل بمقتضى اتفاقات اوسلو. وفي القاهرة، كشف مسؤول ديبلوماسي مصري لپ"الحياة" أن القيادة الفلسطينية ستعلن في غضون أيام إرجاء إعلان الدولة الفلسطينية الى موعد جديد ما بعد الرابع من ايار مايو المقبل. ولفت المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، الى ان القرار الفلسطيني يأتي في أعقاب سلسلة من الاتصالات الفلسطينية مع العواصم العربية والعالمية استُطلعت خلالها الآراء بالنسبة الى اعلان الدولة. وأشار المصدر ان قرار الارجاء جاء لمنع استغلال إعلان الدولة في الانتخابات الاسرائيلية المقررة في 17 ايار المقبل، ونفى وجود ضغوط في هذا الشأن من رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، وقال: "الإرجاء لتفويت الفرصة على ليكود لاستغلال هذه القضية وليس دعماً للأحزاب الأخرى". ولفت إلى أن الإرجاء كان فلسطينياً خالصاً والموعد الجديد لإعلان الدولة ستحدده القيادة الفلسطينية بموجب الاتفاقات الموقعة مع اسرائيل وبما يحقق مصالح الشعب الفلسطيني. وفي خصوص الرؤساء الذين استطلعت القيادة الفلسطينية آراءهم لجهة موعد إعلان الدولة، قال: "القرار الفلسطيني يأتي استجابة للنصائح التي تلقتها السلطة من عواصم عالمية، وفي ضوء نتائج المحادثات التي أجراها الرئيس ياسر عرفات مع كل من الرئيسين بيل كلينتون وجاك شيراك". واوضح ان "مصر تؤيد القرار الفلسطيني في خصوص إعلان الدولة وستعترف بها فور إعلانها. اما بالنسبة الى قرار التأجيل أو الموعد الجديد لإعلان الدولة فلم نتدخل فيه باعتباره شأناً فلسطينياً خالصاً". وأوضح أن الاعتراف العربي بالدولة الجديدة قائم منذ العام 1977 بعد إعلان المجلس الوطني الفلسطيني الدولة في الجزائر. من جهة اخرى، أكد وزير التعليم الجامعي الفلسطيني منذر صلاح في الرباط أمس ان الموقف من إعلان الدولة الفلسطينية يندرج في سياق إجماع القيادة الفلسطينية ودرس المعطيات الاقليمية والدولية. وقال: "من حقنا ان نعلن عن اقامة الدولة الفلسطينية متى نشاء"، في اشارة الى الانباء التي ترددت عن ارجاء الاعلان عن الخطوة بضعة أسابيع. لكنه جدد التزام السلطة الفلسطينية بعملية السلام وتنفيذ الاتفاقات المبرمة، واتهم اسرائيل بالتعنت وافتعال المواقف للتهرب من تنفيذ الالتزامات. وقال المسؤول الفلسطيني في مؤتمر صحافي عقده برفقة وزير التعليم الجامعي المغربي نجيب الزروالي امس في الرباط لمناسبة ابرام اتفاق تعاون في هذا المجال بين البلدين ان الممارسات الاسرائيلية "تؤثر في سير التعليم في فلسطين بسبب الاغلاق المتكرر للمدارس والحصار المفروض على الكتب ومظاهر الثقافة". لكنه اشار الى ان الجامعات الفلسطينية استطاعت في غضون ذلك الحفاظ على استقلاليتها عن سلطة الاحتلال. من جهته، صرح مندوب المغرب في الاممالمتحدة السفير أحمد السنوسي بأنه "لا يمكن ان يكون هناك سلام في الشرق الأوسط من دون عدالة وانصاف". وانتقد تشبث اسرائيل بالمقارنة الأمنية في عملية السلام. وقال: "لا يمكن ضمان أمن اسرائيل بمعزل عن أمن جيرانها لأن الأمن مرحلة من مشروع حضاري كبير تطمح اليه شعوب المنطقة كافة، ويشمل بالإضافة الى عنصر الأمن التسامح والمشروعية والتعايش والتعاون والتنمية وبالتالي السلام لكل شعوب الشرق الأوسط". وذكر السنوسي في مداخلة امام الجمعية العامة للامم المتحدة ان الاخيرة عقدت للمرة الرابعة دورتها الطارئة العاجلة من اجل بحث قضية الاجراءات اللاقانونية التي اتخذتها اسرائيل في القدسالشرقية وفي باقي الاراضي الفلسطينيةالمحتلة. وأوضح ان الجمعية العامة وافقت خلال مختلف هذه اللقاءات على قرارات تدين السياسة الاسرائيلية، وخصوصاً سياسة بناء المستعمرات. إلى ذلك، اعلن "مركز الدراسات الاوروبي العربي" امس ان عرفات سيزور الدار البيضاء في 23 شباط فبراير الجاري للمشاركة في افتتاح ندوة عن "مستقبل القدس" ينظمها المركز.