واجه التلفزيون المصري انتقادات شديدة في الفترة الأخيرة بسبب سيطرة الاعلانات على فقراته وبرامجه، خصوصاً خلال شهر رمضان. "الحياة" سألت السيدة سهير الاتربي رئيسة التلفزيون عن هذه الظاهرة التي استفزت المشاهدين وجعلت رسامي الكاريكاتور يستخدمونها مادة لرسوماتهم ومنها "تابعوا هذا البرنامج ثم نواصل الاعلانات". وتقول الاتربي: لا احد يستطيع العيش من دون اموال، فأنا، كرئيسة للتلفزيون عندي أجور ورواتب تقدر بنحو 17 مليون جنيه شهرياً، بالاضافة إلى 14 مليون جنيه مصاريف جارية شهرياً، والحكومة تعطينا 20 مليون جنيه. فكيف أدبر أموري إذن، وأنا "الشاشة الأم"، فضلاً عن اننا بلد ليس غنياً مادياً وإنما اغنياء بالبشر، والاعلانات تدر دخلاً بالملايين التي احتاجها، فكيف ارفضها؟. كم بلغ دخل التلفزيون من الاعلانات في رمضان هذا العام؟ - 80 مليون جنيه، وعرضنا على شركات الاعلانات ان تقدم برامج مدتها 10 دقائق وتقدم اعلانات لمدة 15 دقيقة، فمثلاً برنامج "الكاميرا الخفية" كان دخله من الاعلانات 7 ملايين جنيه، ثم برنامج "سر التفوق"، 6 ملايين جنيه وغيرهما من البرامج، كما ان هناك بعض القنوات التي كانت برامجها من دون اعلانات مثل القناتين الثالثة والرابعة. كلامك يعني انه تمت التضحية بالمضمون لمصلحة الاعلانات؟ - لم أضحِ بشيء، ولكن كيف اضع اعلانات مع حوار مع مسؤول أو وزير فهذا لا يليق. يوجه انتقاد الى التلفزيون المصري وهو انه لا يعرض على شاشاته سهرات أو مسلسلات الدول العربية؟ - اعترف بهذا. ولكننا سنأخذ وقتاً حتى نعود المشاهد المصري على اللهجات العربية الاخرى، فأنت تعرفين ان "اللهجة" المصرية من اسهل اللهجات وأحبها إلى كل المشاهدين في كل البلدان الشقيقة، والمشاهد المصري لم يتعود على اللهجات الاخرى، ولكن مع الوقت ومع استمرار مشاهدته القنوات الفضائية الاخرى سيتعود على لهجاتهم، ومن ثم يطلب هو بنفسه المسلسلات والسهرات الدرامية الخاصة بهم. كونك مذيعة حققت نجاحات واسعة ما مواصفات المذيعة الناجحة؟ - "طلة" المذيعة على الشاشة لها دور مهم، وهذا ما نطلق عليه "القبول"، وهذا من عند الله وبعد ذلك لا بد ان تكون لبقة ومثقفة وحاضرة الذهن وبسيطة وحسنة المظهر، وان تدرس ما تقدمه بشكل جيد. هل تؤيدين سياسة تخصص المذيع او المذيعة، ام ان الافضل العمل في كل المجالات؟ - انا مع التخصص تماماً، بمعنى ان مذيعة الأطفال يجب ان تكون مخصصة للأطفال فقط، وتقوم بالدراسة المناسبة لهذا المجال، كما انني عندما أجد مؤتمراً او ندوة خاصة بالاطفال يجب ان ارسل المذيعة المختصة في هذه النوعية من البرامج لأنها ستكون الأقدر على فهم أهمية الندوة وحريصة على الجوانب التي تهم الطفل، ونحن حاليا في عصر التخصصات، والبرامج الرياضية والاخبارية، كل القائمين عليها متخصصون، والبرامج الثقافية والترفيهية.