دخلت مفاوضات رامبوييه حول السلام في كوسوفو، مرحلة حرجة مع اقتراب موعد انتهاء المهلة المحددة لها من قبل مجموعة الاتصال الدولية عند ظهر بعد غد السبت في ظل استمرار التصلّب في موقفي الوفدين المفاوضين الالباني والصربي. ووسط هذه الأجواء كان لا بدّ لوزيري الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين والبريطاني روبين كوك اللذين يترأسان المفاوضات، التوجه مجددا الى رامبوييه، لمحاولة بذل المزيد من الضغوط على الطرفين. وكان الوسيط الاميركي، كريستوفر هيل قام ليل أول من أمس بزيارة خاطفة الى بلغراد التقى خلالها الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش على مدى اربع ساعات، دون ان يتمكّن من اقناعه بتعديل موقفه من الانتشار الدولي في اقليم كوسوفو المنصوص عليه في خطة السلام المطروحة. ومعروف ان خطة السلام التي تناقش في رامبوييه وأعدتها مجموعة الاتصال الدولية تنصّ على إنتشار قوة دولية قدامها 30 ألف عنصر، لمراقبة حسن تطبيق الحكم الذاتي الموسّع في كوسوفو. وفي هذا الاطار، صرّحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية ان غازو - سوكريه بأن زيارة هيل الى بلغراد كانت "مفيدة" وانه مع اقتراب موعد انتهاء المهلة المعطاة للمفاوضين من اجل التوصل الى اتفاق "كان من الضروري ابلاغ الرئيس اليوغوسلافي، بالاستنتاجات التي توصلت اليها مجموعة الاتصال بعد اجتماعها على مستوى وزاري" يوم الاحد الماضي. وكان وزراء خارجية المجموعة التي تضم فرنسا وبريطانيا والمانيا والولايات المتحدة وروسيا وايطاليا اصدروا في ختام اجتماعهم بيانا، انتقدوا فيه بطء التقدم في مفاوضات رامبوييه وحذّروا من فشلها الذي سيؤدي الى كارثة. واعتبرت بعض الاوساط ان زيارة هيل الى بلغراد، أضعفت موقع الصربي المفاوض في رامبوييه الذي يترأسه نائب رئيس الوزراء الصربي راتكو ماركوفيتش، وأظهرت ان أعضاءه ليسوا على مستوى يخولهم اتخاذ القرارات. وعلى صعيد الموقف الالباني الذي يراوح من جانبه عند مطلب تحديد مصير اقليم كوسوفو بعد الفترة الاختبارية للحكم الذاتي الموسّع ومدتها ثلاث سنوات، فهو ايضا لا يزال على حاله. وخلال مؤتمر صحافي عقده في رامبوييه أكدّ أحد ممثلي "جيش تحرير كوسوفو" جاشار ساليحو، أن هذا الجيش يتمسّك بمطلب استقلال كوسوفو بعد انتهاء مدة الفترة الاختبارية. ورأى ساليحو انه علي ضوء موقف "نظام ميلوشيفيتش الذي نعرفه جيدا، اني استبعد ان تسفر المفاوضات الحالية في رامبوييه عن اي اتفاق". ويشارك "جيش تحرير كوسوفو" في مفاوات رامبوييه بخمسة ممثلين من أصل 17 عضوا يشكلون الوفد الالباني. وتنص خطة السلام المطروحة على ضمان سيادة جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية، وهو ما يتنافى مع مطلب الاستقلال الذي يصّر عليه الالبان. وكان ذكر ان الوفد الالباني عدل عن هذا المطلب بما اوحى ان هناك ليونة مستجدة علي صعيد موقفه، لكن مصدر فرنسي مطّلع اوضح ل "الحياة" ان هذه الليونة ليست سوى تفصيلية. وأوضح المصدر ان الالبان متمسكين بمسألة تحديد وضعية اقليم كوسوفو في ختام المرحلة الاختبارية لكنهم لم يعودوا مصرّين على ادراجها في نص الاتفاق. ومن المقرّر ان تحتل مفاوضات رامبوييه حيّزا من المحادثات التي يجريها الرئيس الفرنسي جاك شيراك صباح غد الجمعة مع نظيره الاميركي بيل كلينتون في واشنطن.