تدهورت اسعار النفط في الاسواق الدولية أمس الى مستوى ادنى قياسي جديد وسط تزايد المؤشرات على ان معظم الدول المنتجة الرئيسية ليس قادراً على خفض الانتاج لتقليص الفائض في المخزون النفطي العالمي. وخسر سعر خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم نيسان ابريل في بورصة النفط الدولية في لندن أمس 12 سنتاً للبرميل وسجل 9.93 دولار، في ما يعتبر ادنى من نصف السعر الذي سجله في منتصف عام 1997 وادنى مستوى سعري منذ نحو 22 عاماً. وتنتظر اسواق النفط الدولية اجتماع وزراء النفط في منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك في فيينا في 23 آذار مارس المقبل لمعرفة سواء كانت الدول المنتجة في المنظمة على استعداد للتوصل الى اتفاق الى خفض جديد في الانتاج. وكانت المنظمة وافقت في العام الماضي وعلى مرحلتين على خفض الانتاج بمقدار 2.6 مليون برميل يومياً، علماً ان نسبة التزام الخفض لم تتجاوز 90 في المئة في افضل الاوقات حسب بعض تقارير الانتاج في الاسواق الدولية. وقال محللون انه يجب على "اوبك" ان تخفض الانتاج بمقدار مليون برميل يومياً للمحافظة على اسعار النفط على ما كانت عليه في العام الماضي وما يزيد على 1.5 مليون برميل يومياً لرفع الاسعار من المستويات المتدنية التي سجلتها في الفترة الاخيرة. ويشار الى ان سعر خام "برنت" للعقود الآجلة تدهور أمس ما دون عشرة دولارات للبرميل للمرة الاولى خلال السنة الجارية. من ناحية ثانية اعلنت أمس شركة النفط البريطانية - الاميركية "بريتيش بتروليوم اموكو" المدمجة ان ارباحها خلال العام الماضي هبطت بنسبة 34 في المئة الى 4.5 بليون دولار بالمقارنة مع العام السابق، نتيجة تدهور اسعار النفط. وبلغ معدل سعر "برنت" خلال السنة الجارية نحو 10.8 دولار للبرميل مقابل 13.3 دولار للبرميل في العام الماضي. وقال جون براون المدير التنفيذي ل "بريتيش بتروليوم اموكو" ان الشركة اخذت في الاعتبار للسنة الجارية سعر برميل برنت على اساس 11 دولاراً للبرميل، مشيراً الى ان الشيء الوحيد الذي سيزيد الاسعار هو تقييد الانتاج.