قال السيد خالد الطراح مدير الاعلام في الهيئة العامة للاستثمار في الكويت، التي تملك 6.3 في المئة في شركة "بريتيش بتروليوم"، ان الهيئة تؤيد مبدئيا صفقة تملك "بريتيش بتروليوم" لشركة "اموكو" الاميركية التي من شأنها ان تؤدي الى تحسين ظروف العمل والاداء وتنعكس بالتالي على زيادة ارباح الهيئة. وكان الطراح يرد على سؤال ل "الحياة" عما اذا كانت الهيئة ستصوت لصالح صفقة تملك "بريتيش بتروليوم" لشركة "اموكو". وأضاف ان موضوع الدمج قيد الدرس والبحث وستعلن الهيئة موقفها النهائي لاحقا وستتخذ الموقف المناسب لدى تصويت حملة الاسهم على الصفقة. وواصل سعر سهم "بريتيش بتروليوم" ارتفاعه في بورصة لندن امس وسط تفاؤل حذر بين المحلليين من مستقبل صفقة تملك "بريتيش بتروليوم" ل "اموكو" التي اعلن عنها أول من امس وتبلغ قيمتها نحو 30 بليون جنيه استرليني 50 بليون دولار. وقال مراقبون لصناعة النفط ان درس تفاصيل الصفقة سيستغرق أياماً وأسابيع نظرا الى ضخامتها، اذ سينجم عنها تشكيل ثالث شركة نفط عملاقة في العالم تقدر قيمتها السوقية بنحو 110 بلايين دولار وتأتي في المرتبة الثالثة بعد شركتي "رويال داتش شل" الهولندية - البريطانية و"اكسون" الاميركية. وارتفع سعر سهم "بريتيش بتروليوم" في بورصة لندن صباح امس الى 812 بنسا، بزيادة 17 بنسا على سعر الاقفال أول من امس. وكان سعر السهم قفز نحو 100 بنس عقب الاعلان عن الصفقة الثلثاء، لكن السعر تراجع في الساعات التالية من التعامل وسجل زيادة قدرها 22 بنسا عند اقفال السوق. وكانت الهيئة العامة للاستثمار في الكويت تملك حصة قدرها 9.3 في المئة في شركة "بريتيش بتروليوم" وباعت نحو ثلاثة في المئة من هذه الحصة في منتصف أيار مايو عام 1997 في عملية تجارية بحتة لاعادة تشكيل محفظة الهيئة العامة للاستثمار. واشترت الهيئة، من خلال مكتب الاستثمار الكويتي في لندن، حصة ضخمة تصل الى نحو 20 في المئة من شركة النفط البريطانية عند تخصيصها في اواخر الثمانينات. واضطر المكتب الى خفض الحصة الى اقل من 10 في المئة في وقت لاحق بناء على طلب الحكومة البريطانية التي ارتأت ألا يتملك اي طرف اجنبي حصة مسيطرة في الشركة او في اي شركة بريطانية جرى تخصيصها بعد وصول حزب المحافظين الى السلطة عام 1979. ولقيت الصفقة دعما من عدد من كبار المحللين في السوق اللندنية اوصى بشراء اسهم الشركة للاحتفاظ بها على المدى الطويل، وذلك على رغم التشاؤم في صناعة النفط الدولية التي تعاني من تدهور اسعار النفط الى ادنى مستويات تسجلها منذ نحو عشرة أعوام. ويعتقد محللون ان الشركة الجديدة التي سيطلق عليها اسم "بريتيش بتروليوم اموكو"، واختصارا "بي. بي. اموكو"، ستكون قادرة على منافسة شركتي "رويال داتش شل" و"اكسون" على المشاريع النفطية الدولية الكبرى. وتتوقع مصادر صناعة النفط الدولية ان تدفع صفقة "بي. بي. اموكو" شركات النفط الاخرى الى التفكير جديا في الدمج لمواجهة تدهور اسعار النفط التي ادت الى تراجع ارباح شركات النفط خلال النصف الاول من السنة الجارية بنسب تصل الى 25 في المئة. ويعتقد ان دمج العمليات سيؤدي الى خفض التكاليف. ويقدر جون براون المدير التنفيذي في شركة "بريتيش بتروليوم"، والمدير التنفيذي في الشركة الجديدة، ان صفقة "بي. بي. اموكو" ستساهم في خفض التكاليف السنوية بنحو بليوني دولار سنويا بحلول السنة 2000. وبموجب الصفقة سيملك حملة اسهم "بريتيش بتروليوم" نسبة 60 في المئة من الشركة الجديدة وحملة اسهم "اموكو" نسبة 40 في المئة. وستدرج اسهم "بي. بي. اموكو" في بورصة لندن وسيحصل حملة اسهم شركة "اموكو" على وثائق ايداع دولية تمثل الاسهم التي يملكونها. وسيتوقف المضي قدما في تنفيذ الصفقة على موافقة حملة الاسهم في الشركتين والسلطات المسؤولة عن شؤون التملك والدمج في بريطانيا والولايات المتحدة.