صارت الكرة الانكليزية جارفة محلياً بعدما امتلأت خزائن الاندية بالأموال بفضل عقود النقل التلفزيوني الخيالية قبل نحو 10 سنوات وصارت احداثها "تضارب" على الاحداث السياسية، وبالتالي فإن تدخل رئيس الوزراء طوني بلير في قضية المدرب غلين هودل لا تثير الدهشة، ولا يثير الدهشة ايضاً توضيح للمدير التنفيذي في الاتحاد الانكليزي لكرة القدم ديفيد ديفيس "المنصب الذي تركه هودل هو الارقي في بريطانيا بعد منصب رئيس الوزراء". ويرعى مصرف محلي المنتخب الانكليزي بمبلغ 15 مليون جنيه لاربع سنوات، واستياء هذه الشركة هو الذي شجع الاتحاد على التخلي عن هودل وكان بمثابة القشة التي قصمت ظهر المدرب على حد قول النجم الدولي القديم طوم فيني فضلاً عن استياء بلير. هذا يعني ان المادة اساس في عالم الكرة الانكليزية وهي غير مستعدة ابداً الاستغناء عن مكتسباتها خصوصاً بعد السنوات العجاف التي عاشتها في الثمانينات بسبب عنف الهوليغنز وكوارث الملاعب من هيسل الى برادفورد وهيلزبره... وتكفي الاشارة الى ان خبر فوز انكلترا بكأس العالم 1966 نشر كخبر ثانٍ في صحيفة "دايلي تلغراف" وان المناقشات حول مستقبل هودل كانت خبراً اساسياً في جميع صحف لندن. وهكذا، لم يكن مفاجئاً ايضاً ان يحتل مانشستر يونايتد المركز الاول في لائحة الاندية الاعلى دخلاً في العالم نحو 150 مليون دولار. ولوفرة المال، يحتسب راتب اللاعب في انكلترا بالاسبوع وليس بالشهر والسنة تماماً كإيجارات الشقق التي بلغت ارقاماً خيالية!